تاريخ الولايات المتحدة الأميركية حافل بالعمليات العسكرية ضد دول أخرى بحجة الدفاع عن الحريات أو مساعدة الأصدقاء أو ضرب الإرهاب، ضمن غزو نيكاراغوا في العام 1835 إلى ضم ولاية تكساس المكيسيكية في العام 1846 إلى الإستيلاء على البنك المركزي في هاييتي بواسطة عملية إنزال للمارينز إلى الإطاحة بالرئيس البنامي وإعتقاله، إلى الصومال ومنه إل...
قراءة الكل
تاريخ الولايات المتحدة الأميركية حافل بالعمليات العسكرية ضد دول أخرى بحجة الدفاع عن الحريات أو مساعدة الأصدقاء أو ضرب الإرهاب، ضمن غزو نيكاراغوا في العام 1835 إلى ضم ولاية تكساس المكيسيكية في العام 1846 إلى الإستيلاء على البنك المركزي في هاييتي بواسطة عملية إنزال للمارينز إلى الإطاحة بالرئيس البنامي وإعتقاله، إلى الصومال ومنه إلى أفغانستان.الإرهاب مُدان، وليس من إنسان عاقل يرضى بالإرهاب وقتل الأبرياء، لكن في أفغانستان صنعت أميركا قصة إرهاب مستوحاة من الغرب الأميركي؛ أميركا التي سقطت بين يديها فجأة ثمار إنهيار الإتحاد السوفييتي، وتفككت على يديها منظومة دوله، تلقفتها واحدة واحدة، بكل خيراتها المؤجلة الإستثمار والمعجلة منه، ورسمت خيطاً يربط ما بين إطلالة على قزوين لإمتصاص خيراته، فدقت في أفغانستان اسفيناً من نار لا تنطفئ أراوتها أميركا كذلك حتى تحيط حكام ودول الجوار بالخوف والفزع ويظنوا أن لا ملجأ من النار إلاّ إلى أحضان أميركا وبالتعاون معها حتى لا يلتهب النفط وتذهب الثروات هدراً، وإيران على الشاطئ الآخر من قزوين، تعوم على بحيرة نفط وتتزنر بالخليج المليء بالنفط والثروات.كيف تربك أميركا إيران لتكون يدها هي العليا في إستثمار ثروات قزوين وتحويله إلى بحيرة أميركية أميركية بالإستثمار وتحويل الخليج العربي إلى خليج أميركي بالقوة، تمسك ثرواته وتعطي منها ما تشاء وتريد وتمنع عمن تريد، وبذلك تحجم القوى المحلية بعد الإنتهاء من العراق وتفرض على إيران التعاون بالأمر الواقع، فإن لم يكن، فالبوعيد والتهديد.أفغانستان الطريق إلى شاطئ قزوين، والعراق طريق إلى طهران وطريق حوض البحر الأبيض؛ مثلث من خارطة طريق جديدة يؤمن إمساك موارد العالم بيد أميركا، ويمنع إسرائيل إستقراراً وإنهاء للقضية الفلسطينية.أمام هذه الصورة التي يضعها المؤلف، تبقى صورة العراق والحرب الأميركية عليه كما وصورة صدام وسياسته ماثلة في الأذهان يسودها بعض التشويش والغموض لإستجلاء ما حدث فعلاً في تلك الحرب المزعومة لإنفاذ الشعب العراقي من ظلم صدام.من هنا، يحاول المؤلف إلقاء الضوء على مجريات الأمور في العراق إبتداء من صدام شخصيته وسياسته الداخلية والخارجية والحروب التي اقتحمها أو ربما أقحم فيها والأحداث الداخلية والخارجية والشخصيات التي كان لها تأثير في تلك الأحداث وإلى ذلك من معلومات تضع القارئ في المناخات العراقية السياسية إبان حكم صدام وصولاً؛ ومن خلال تحليل بسيط، إلى الوقوف على حقيقة أمر ما جرى في العراق وما يجري في العالم العربي اليوم.