هذا كتاب إراده المؤلف جزاً من حركة تنويرية لفهم مفاعيل الطبيعة وعناصرها وإبراز ما فعل الإنسان في استخدام تلك العناصر الطبيعية، ومنها مادة اليورانيوم، في تدمير القيم الأخلاقية والحياتية للبشر، بدلاً من أن يضع تلك العناصر في خدمة البشرية والارتقاء بها إلى الهدف الإلهي الذي أراده الله لها بأن تكون صورة ونموذجاً للنشوء والترقي لما ف...
قراءة الكل
هذا كتاب إراده المؤلف جزاً من حركة تنويرية لفهم مفاعيل الطبيعة وعناصرها وإبراز ما فعل الإنسان في استخدام تلك العناصر الطبيعية، ومنها مادة اليورانيوم، في تدمير القيم الأخلاقية والحياتية للبشر، بدلاً من أن يضع تلك العناصر في خدمة البشرية والارتقاء بها إلى الهدف الإلهي الذي أراده الله لها بأن تكون صورة ونموذجاً للنشوء والترقي لما فيه الخير للإنسانية جمعاء.ففي عصرنا الحاضر، وخلال العقدين الماضيين وقعت حروب مدمرة على أبناء المجتمع البشري. فقد قامت دول منها من يدعي الحضارة والتمدن في العالم الغربي، باستخراج مادة معدن اليورانيوم من بطون الأرض واستعملته في حروبها على الشعوب لتفتك بحياة الإنسان حاضراً ومستقبلاً. ففي أثناء الحروب على أفغانستان والعراق ويوغوسلافيا، وأخيراً حرب إسرائيل على لبنان في تموز سنة 2006، كانت الأسلحة الفتاكة تستعمل حرب إسرائيل على لبنان في تموز سنة 2006، كانت الأسلحة الفتاكة تستعمل بشكل مرعب وكثيف. فقد أدخل عنصر معدن اليورانيوم إلى تلك الأسلحة لشدة سرعة احتراقه وارتفاع درجة حرارته الهائلة أثناء التصادم مع الهدف، مما يزيد فعاليتها في التدمير والقتل السريع، علاوة على ما يسببه هذا المعدن من تأثيرات التسمم والأشعاعات على صحة الإنسان. ففي حربها على العراق استعملت الولايات المتحدة جميع أنواع الذخائر المجهزة بمعدن اليورانيوم المنضب ولا يزال الشعب العراقي يعاني من تأثيرات سمية هذا المعدن وفعالية إشعاعاته على الصحة والتطور الاجتماعي والتشوه الجنيني. فقد أصبح معروفاً أن هذه المادة وغبارها تتسبب بأمراض سرطانية وتشويه العوامل الوراثية وتطور الأجنة في بطون الحوامل.والآن يطرح السؤال المحق: هل استعملت إسرائيل في حروبها على لبنان عنصر معدن اليورانيوم؟ وما هي التأثيرات الصحية على الذين تعرضوا لغبار قصف الصواريخ؟ الجواب على هذا السؤال سيكون ضمن دراسة مفصلة قام بها المؤلف في إحدى فصول هذا الكتاب.ويأتي النقاش حول مشكلة اليورانيوم المنضب أو المخصب أو الصناعي، منذ حرب الخليج الأولى (1991) والثانية (2003)، وتأثيراته المؤذية على صحة الشعوب، ومنها الشعب اللبناني، لم ينته بعد. إن عدداً كبيراً من المدنيين ومن العسكريين الذين حاربوا في العراق وفي أماكن أخرى من العالم منذ 1991، عانوا من هذه الحروب اللاأخلاقية. فمشكلة استعمال اليورانيوم في هذه الحروب لا تزال في مهدها وكل الجهود المدنية والدراسات العلمية لم تجد بعد حلا لتأثيرات هذا المعدن على صحة البشر. لذا فإن هذا الموضوع بحاجة إلى مراجعة علمية موضوعية واقعية لهذه المسألة الإنسانية وإيجاد وضوحية حول تأثيرات التعرض لليورانيوم ونتائجه السمية والإشعاعية وذلك بأن نوضح ونزيل بطريقة علمية العقبات التي تقع على طريق فهم مسلك اليورانيوم البيولوجي في النظام البنيوي للإنسان وإيجاد الجواب الطبي والسياسي لاستعمال اليورانيوم في الحروب. انطلاقاً من هذه المسائل العالقة، ومن موضوع تأثير إشعاعات اليورانيوم على صحة الكائنات الحية، كان نشوء هذا الكتاب حيث ارتكز في محتوياته على بعض أجدّ آخر الأبحاث التي عالجت هذا الموضوع بعمق علمي.ولكي تكون كل هذه المسائل والإحاطة بها واضحة للقارئ، فيما يخص تداعيات التعرض لليورانيوم، واستعماله في الأعمال الحربية، وتأثيراته على حاضر الإنسان ومستقبله، وضع المؤلف تدرج فصول هذا الكتاب على النحو التالي:في الفصل الأول قدم عرضاً للمفاهيم الأساسية لتركيبات الذرة وعناصرها، ومفهوم الضوء ونشوئه، ومعنى مطيافية الإشعاع الضوئي، ومعاني النظائر الذرية وآيوناتها، وعرض المفاهيم البيولوجية للخلية وتكويناتها وتسهيل فهم القارئ اللامتخصص لما نحن بصدده حول تأثيرات الإشعاعات على صحة الجسم البشري. وفي هذا الفصل قدم ملحقاً في تفسيرات المفاهيم البيولوجية باللغتين الإنكليزية والعربية.في الفصل الثاني تطرق إلى طبيعة وتركيبة اليورانيوم الإشعاعية وانحلاله إلى عناصر أخرى. هنا نقدم بشكل مختصر تعريفات اليورانيوم الطبيعي واليورانيوم المنضب والمخصب وحدود الجرعات اليورانية المسموح بها للأفراد البشرية. أما طرق وكيفية استخراج اليورانيوم من القشرة الأرضية وتنقيته من الشوائب فنعرضها في الفصل الثالث.في الفصل الرابع عرض موسع لطرق كيفية تخصيب اليورانيوم والهدف منه. كما قدم لمحة عامة عن آلية الإنشطار النووي لليورانيوم ونشوء عناصر مشعة ذات ضرر بيئي. في الفصل الخامس عرض طرق استعمال اليورانيوم المنضب أو الطبيعي في الأسلحة الحديثة وكيفية استعمالها في الحروب.الفصل السادس عرض استعمال اليورانيوم في حرب الخليج والبلقان، وحجم اليورانيوم الذي استعمل في تلك الحروب، كما قدم البرهان على استعماله وتطبيقاته. وهنا عرض عناصر الاحتياطات التي يجب أن يأخذ بها الجنود والمدنيون لحمايتهم من التلوث بغبار اليورانيوم.الفصل السابع تفصيل قواعد حدود الجراعات المسموح بها لعمال مناجم اليورانيوم وعمال المفاعلات النووية، وللمدنيين أثناء التعرض لمادة اليورانيوم.في الفصل الثامن دراسة مفصلة لوجود اليورانيوم المنضب والمخصب والطبيعي في عينات ترابية أخذت من حفر نتجت عن قصف الصواريخ التي استعملتها إسرائيل في أسلحتها أثناء حربها على لبنان في تموز 2006. أما في الفصل التاسع فقدم عرضاً لنتائج دراسة وجود مادة اليورانيوم المخصب والمنضب في بول الذين تعرضوا لغبار تفجيرات أسلحة الصواريخ الإسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية وذلك بعد مرور سنة تقريباً على ذلك التعرض.في الفصل العاشر عرض مفصل لسلوك اليورانيوم المنضب والمخصب في بيولوجيا الجسم البشري، وكيفية حالة إفراز اليورانيوم في البول وصعوبة إفرازه عن طريق الكلى ومفاعيل بقائه في أعضاء الجسم ونشوء التورم السرطاني. في هذا الفصل قدم أيضاً التساؤلات فيما يخص صلاحية الآلية لتقديرات نشوء التورم السرطاني التي تستعملها الهيئة الدولية للحماية الإشعاعية.في الفصل الحادي عشر عرض التأثير الصحي لليورانيوم على الكائنات البشرية، وبعض نتائج البحث العلمي وكيفية تأثر الناس عند تعرضهم لغبار اليورانيوم والأعراض الناتجة عم هذا التعرض. كما قدم بطريقة مبسطة حسابات قيم التلوث البيئي في ساحة الحرب الناتجة عن غبار القصف بأسلحة مجهزة بمادة اليورانيوم. كما قدم شرحاً لكيفية دخول غبار اليورانيوم إلى الجسم البشري وتأثيراته الصحية على الأعضاء البيولوجية، كالكلى والرئة والكبد.وأخيراً في الفصل الثاني عشر عرض الشكوك والتساؤلات في عدم صلاحية الآلية والقواعد التي وضعتها الهيئة المذكورة أعلاه لتقديرات نشوء التورم السرطاني، والتي ارتكزت فقط على التعرض الخارجي للإشعاعات، دون أن تأخذ بعين الاعتبار التعرض لأشعة جزيئات اليورانيوم الرابضة داخل أعضتء الجسم البشري.أما الخاتمة فهي تساؤلات ومناجاة باتجاه الضمير الإنساني حول استعمال أسلحة اليورانيوم في الحروب وتأثيراتها السلبية في كافة الكائنات الحية على وجه الأرض حاضراً ومستقبلاً، وخصوصاً على وجودنا البشري.