لا شك فيه أن أي ممارسة مهنية أو تخصص علمي لا بد له من أساس نظري متين يستند إليه، ويعتبر الموجه والدليل للمارسة العملية الدقيقة، وطالب الإرشاد والعلاج النفسي الذي يُؤَهل ليكون مرشداً نفسياً متمرساً، لا بد له من أن يتعرف على نظريات الإرشاد النفسي وخلفياتها العلمية وفنياتها، وتطبيقاتها، خاصة وأن هذه النظريات تمثل حصيلة جهد كبير وسن...
قراءة الكل
لا شك فيه أن أي ممارسة مهنية أو تخصص علمي لا بد له من أساس نظري متين يستند إليه، ويعتبر الموجه والدليل للمارسة العملية الدقيقة، وطالب الإرشاد والعلاج النفسي الذي يُؤَهل ليكون مرشداً نفسياً متمرساً، لا بد له من أن يتعرف على نظريات الإرشاد النفسي وخلفياتها العلمية وفنياتها، وتطبيقاتها، خاصة وأن هذه النظريات تمثل حصيلة جهد كبير وسنوات طويلة من البحوث العلمية من جهة، والممارسة الإكلينيكية من جهة أخرى، فهي ثمرة جهد عدد كبير من المتخصصين البارزين في تاريخ علم النفس والإرشاد النفسي، وبدون معرفة هذه النظريات وفهمها، وإستيعابها - بل وتمثلها - لن يتمكن المرشد النفسي من فهم مشكلات المسترشدين أو المرضى الذين يواجهم، ولن يتمكن من وضع الخطة الإرشادية التي تساعد في حل مشكلاتهم المتنوعة.من هذا المنطلق، ومن خلال خبرة الباحث وتوجهه العلمي، ونظراً لإعتبارات أكاديمية لسنوات طويلة في التدريس الجامعي - داخل القطر وخارجه - يعرض المؤلف في كتابه هذا نظريات الإرشاد والعلاج النفسي وفقاً للنموذج التالي: أولاً: النظريات السلوكية: نظرية دولارد وميللر، ونظرية سالتر، ونظرية وولبي، ونظرية روتر، ثانياً: النظريات الظاهراتية: نظرية كارل روجرز، ونظرية العلاج الجشتالطي الفردي، والجماعي، ثالثاً: النظريات المعرفية: نظرية جورج كيلي، ومايكنباوم، ونظرية بيك، ونظرية ريمي، ونظرية سانتوستيفانو، رابعاً: النظريات الإنسانية: نظرية العلاج الوجودي، ونظرية العلاج بالمعنى لفرانكل، ونظرية جلاسر في العلاج الواقعي، خامساً: النظريات التحليلية: نظرية التحليل النفسي الكلاسيكي لفرويد، والنظريات الفرويدية الجديدة، سادساً: النظريات الحديثة والمعاصرة: نظرية التحليل عبر التفاعلي لبيرن، ونظرية المساعدة الفعالة لإيجن، ونظرية لارسن في التدريب على المهارات، ونظرية الحدس وتطبيقاتها الإكلينيكية.ولقد اعتمد المؤلف وجهة النظر التي توفق بين الإرشاد والعلاج النفسي على أساس أنهما عمليتين متشابهتين من الخدمات النفسية لأن أساسهما النظري واحد وفنياتهما وأساليبهما وأهدافهما واحدة رغم الإختلافات البسيطة بينهما.