نبذة النيل والفرات:إن الإدراك البصري في مجال تعبير يدل على أن هناك عملية عقلية تجري بناء على إستثارة للأعضاء الحسية، فالإدراك يستثيره منبه خارجي أيضاً عن طريق الجهاز البصري وهو العين ويستجيب العقل لهذه الإستثارة فيدرك المرئيات، عندما بدأ الإنسان القديم حياته على الأرض احتاج إلى وسائل إتصال وتعبير بينه وبين بيئته ومحيطه، فكان الر...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:إن الإدراك البصري في مجال تعبير يدل على أن هناك عملية عقلية تجري بناء على إستثارة للأعضاء الحسية، فالإدراك يستثيره منبه خارجي أيضاً عن طريق الجهاز البصري وهو العين ويستجيب العقل لهذه الإستثارة فيدرك المرئيات، عندما بدأ الإنسان القديم حياته على الأرض احتاج إلى وسائل إتصال وتعبير بينه وبين بيئته ومحيطه، فكان الرسم أهم هذه الوسائل، وبعد أن حقق الإنسان هذه الوسائل استجاب إلى دوافع الجمال الفطرية المتراكمة في أعماقه، فأصبح يقدر هذا المكنون الجمالي الذي بداخله ويحترمه لقيمهن وقد تطور هذا الفكر على مرور الزمن بحيث أصبح لكل أمة نصيب من الإستجابة إلى دوافع الجمال تتبدل وتتطور بمقدار نضوج الأمة الفكري والثقافي.فالرسم الحر من وسائل الإتصال التي لا تحتاج إلى تعقيد فإمكان أي من الناس إستخدامها بغض النظر عن المهارات المتباينة بينهم، وقد أطلق على النتاج عمل فني، وربما هذا العمل محدود بزمانه ومكانه وقدرات الذين أبدعوه، فإنه في الوقت نفسه يحمل في طياته عبير الحقائق الأصيلة الكونية التي يمكن أن تعيش طويلاً، زاهية الرونق ساطعة البهاء، تهدي المتعلم حساسية بصرية عميقة، وذاكرة حافظة دقيقة، وتعبيراً يدوياً أصيلاً تتوافر فيه عناصر الحياة والحركة والتجديد والنماء، بما يتواءم وإيقاع الحياة الحديثة المعاصرة بما فيها من مظاهر فنية متنوعة.إن الرسم ليس في إنتاج الأشياء التي تلبي الحاجات العملية، وليس في التعبير الخاص بالأفكار الدينية أو الفلسفية، ولكن في طاقة الفنان لخلق عالم تركيبي منسجم مع نفسه، فهو ليس بعالم الرغبات والحاجات العملية وليس في التالي عالم الأحلام والتخيل المزاجي ولكنه مزيج من هذه التناقضات، تجسيد مقنع للتجربة كاملو بهذا، هي طريقة أسلوبية من حيث إعتبار الإدراك الفردي لظاهرة معينة للحقيقة الكونية.في هذا الكتاب يجد القارئ ما يستهويه من رسوم ودراسات لمختلف التعبير فيها ومن خلالها حتى يصل المبتدئ إلى إمتلاك بعض المهارات والتي تمكنه من التعبير عن مكنوناته الجمالية وأحاسيسه الفنية، وكذلك لصقل كل أفكاره بالطريقة العلمية المتوخاة.وصنف هذا الكتاب في عدة أبواب احتوت على كثير من النظريات والمعالجات الفنية بشكل ميسر ومبسط، بالإضافة إلى الكثير من الدراسات واللوحات التي تضفي مزيداً من الخبرات لدى القارئ.