هل يمكن لنص أدبي ما مهما كان عظيماً ومتفرداً، أن يخلق ويتكون وحيداً بمعزل عن النصوص الأخرى ومستقلاً عن فضاءاتها وحساسيتها، سواء أكانت نصوص مجاورة أم بعيدة، متصالحة أم متضادة، واقعية أم تخييلية، شفهية أم مكتوبة، قديمة أم حديثة؟بتعبير آخر هل يمكن للفن الروائي بوصفه أحد أشهر النصوص الأدبية تداولاً وإستقبالاً اليوم، أم ينمو ويتطور و...
قراءة الكل
هل يمكن لنص أدبي ما مهما كان عظيماً ومتفرداً، أن يخلق ويتكون وحيداً بمعزل عن النصوص الأخرى ومستقلاً عن فضاءاتها وحساسيتها، سواء أكانت نصوص مجاورة أم بعيدة، متصالحة أم متضادة، واقعية أم تخييلية، شفهية أم مكتوبة، قديمة أم حديثة؟بتعبير آخر هل يمكن للفن الروائي بوصفه أحد أشهر النصوص الأدبية تداولاً وإستقبالاً اليوم، أم ينمو ويتطور ويستمر في تداوليته الواسعة بمعزل عن التأثير المتبادل بينه وبين الأجناس الأدبية والعلوم والمعارف والمدونات والموروثات والثقافة العامة والخاصة وكل مكونات الوعي الإنساني الأخرى؟ ما العلاقة التي تربط الفن الروائي بالتاريخ مثلاً، بوصفه معيناً مركزياً يغذي الراوي بمادة كثيفة وفعالة؟ هل يمكن إستنطاق الحدث التاريخي وتفعيله روائياً؟ ما هي الوسائل المتاحة أمام الروائي لذلك؟ هل يكفي تحويل الحدث الواقعي إلى شكل روائي لتطلق عليه في حدود الإصطلاح الأدبي تسمية (الرواية التاريخية). أم أن هناك معايير خاصة في تشكيلها الفني الإستعادي تحكم مثل هذه التسمية ومثل هذا الإرتباط، وهو يتكشف عن حضور إستراتيجي في عملية بناء التشكيل الروائي؟بمثل هذه الأسئلة نفتتح مقاربتنا الإشكالية ونحن بصدد إقتراح قراءة تسعى إلى الإلتحام بفضاءات الأسئلة وإلتباساتها وقضاياها وإشكالياتها الجمالية والفلسفية، من منطلق إيماننا وحرصنا أن تكون مستجيبة لمستلزمات الدراسة السردية في بعدها الثقافي الرؤيوي، الذي يتصدى للعالم التشكيلي والكون الروائي مستنطقاً الآليات والتقانات والرؤى والقيم الفنية في جوهرها الإبداعي والتمثيلي للحالات والأشياء.