تتمحور مادة هذا الكتاب بفصوله الستة حول تجليات مفهوم المغامرة الجمالية في النص الشعري، وتكسب مادة الكتاب مشروعيتها من القيمة النقدية الجمالية التي تطمح أن تتحول فيها الممارسة النقدية إلى مغامرة جمالية تضاهي المغامرة الجمالية للنصوص المستضافة وتنفعل بها، في السبيل إلى جعل اللحظة الجمالية المغامرة التي يلتقي فيها النقد بالنص لحظة ...
قراءة الكل
تتمحور مادة هذا الكتاب بفصوله الستة حول تجليات مفهوم المغامرة الجمالية في النص الشعري، وتكسب مادة الكتاب مشروعيتها من القيمة النقدية الجمالية التي تطمح أن تتحول فيها الممارسة النقدية إلى مغامرة جمالية تضاهي المغامرة الجمالية للنصوص المستضافة وتنفعل بها، في السبيل إلى جعل اللحظة الجمالية المغامرة التي يلتقي فيها النقد بالنص لحظة فرح وانفعال وتفاعل وتثوير واستفزاز مشتركة، وليست لحظة محاكمة واشتغال منفصل على استقلالية الأنموذج سائر باتجاه نزعة الرهان والتفوق واستعراض المعرفة.يشتغل الفصل الأول على فحص مناطق حرة للمغامرة الشعرية، وما تتكشف عنه من دينامية تعبير تأخذ من حريتها المتاحة شجاعة الارتياد والانفتاح على شساعة الأرض الشعرية الساخنة وتخصيب خضرتها. ويذهب الفصل الثاني إلى مغامرة التجلي حيث يتلمس حدود التشكيل الداخل -شعري في علاقتها بحدود الخارج- شعري، وقدرات هذا الداخل المقترح لتموين الخارج بالجمالي والسحري وتسهيل مهمة ديمومته وانتشاره.أما مغامرة الاختراق الشعري التي سخرت الفصل الثالث للتوسل بالموجهات والمصاحبات والعتبات والأطر الشعرية، بوصفخا مكونات ضخ جمالية ترفد النصوص بشكل من أشكال المغامرة التي تنهض على الاحتفاء بالهوامش في مقارعة المتون وتحديها. وتبرز مغامرة الشكل وقد حظيت باهتمام منهجي كثيف من لدن المدونة الفكر -نقدية العربية الحديثة، لتتصدر الفصل الرابع وتسير مباحثه على شاشة الشكل بمظاهرها البلاغية والأسلوبية والشعرية، التي أظهرت كوناً شعرياً متشظياً ينثر غباره الذهبي على مساحات النصوص. وخاص الفصل الخامس مغامرة الأمكنة الشعرية التي أظهرت طاقات درامية خلافية في تفعيل حركة المكان وتفجير صراعه مع العناصر الشعرية الأخرى، في السعي إلى تركيز الخيال المكاني وتوكيد حضوره الشعري. وكان لا بد للفصل السادس/الأخير أن يحتفي بمغامرة الصورة، كاشفاً عن جدلية العمل والتحول وتبادل الفعل المتوزع بين سطح الورقة -منطقة النص الشعري-، وسطح اللوحة -نقطة التشكيل- لتكريس نزعة التشكيل على سطح الورقة، واقتراح نزعة التشغير على سطح اللوحة. ونحسب أن الفصول غامرت بالتسمية والعنونة والاختيار والقراءة والتأويل واللعب الحر في ميدان مفتوح، بقدر يستجيب على نحو ما للآفاق الشاسعة التي ينطوي عليها عنوان الكتاب ويختزن معانيها الكثيفة الباذخة.