قصائد مختارة من روائع الغزل في الأدب العربي

كان الغزل مذ كانت المرأة، وسيبقى ما دامت هناك عين ترى وقلب يخفق، وإذا كان قدراً مشتركاً بين شعوب الأرض قاطبة، فلعله عند العرب أكثر ظهوراً من شعوب الأرض الأخرى، وذلك لما عرف عن العربي من صدق العاطفة، ورقة الإحساس، وشفافية الأحاسيس، والجرأة في التعبير، وقوة البلاغة، وغير ذلك مما جعل الغزل، على امتداد العصور الأدبية العربية، السمة الأبرز في الأدب العربي.فمنذ امرئ القيس، وهو أقدم شاعر جاهلي وصل إلينا شعره، حتى آخر شاعر في عصرنا اليوم، ترى الغزل يحتل حيزاً مهماً في شعر هذا أو ذاك، حتى لتكاد لا تجد شاعراً عربياً، إلا وله أشعار في الغزل تقل أو تكثر، وتحلو أو تسف، بحسب القريحة أو الإبداع الشعري.ولو أراد باحث أن يجمع ما قيل من غزل في دواوين شعرائنا القدامى لتحصل لديه العشرات بل المئات من المجلدات. ومن البديهي القول إن ما يجمعه لا يستوي في مرتبة واحدة من الجودة والروعة، ففيه سيكون الغث والسمين، والدرر والبحص، ولكن مهما يكن من أمر، فإن الأشعار الرائعة في الغزل، ستكون فيما يجمعه، الجزء الأهم.وفي أسواقنا اليوم الكثير من الكتب التي تخصصت لجمع مختارات من الغزل في أدبنا العربي، غير أن ما يميز هذا الكتاب من سلسلة "قصائد مختارة من" هو أن معدة قد اقتطف من دواوين الشعراء الغزليين، ما أعجبه ثم اقتطف من كل قصده ما رأى أنه واسطة العقد فيها، أو لؤلؤتها ثم رتب ما نخله بحسب الروي، مع إثباته لاسم الشاعر صاحب القصيدة وعنوان القصيدة العام، ثم ختم الديوان بفهرس للشعراء أصحاب القصائد الغزلية المختارة حيث أثبت بجانب كل اسم شاعر رقم الصفحة التي تم تخصصها القصيدته.