نبذة النيل والفرات:يهدف هذا الكتاب إلى التدليل على مبدأ تداخل العلوم في الدراسات والأبحاث العلمية بعامة وفي اللغة بصورة خاصة، كما ويهدف لإتاحة الفرصة لشباب الباحثين من طلاب الدراسات العليا في حقل علم اللغة للإطلاع عليها، إذا اقتصر تداول هذه الأبحاث على المتخصصين وحدهم. ولنحقق هذه الأهداف تم تقسيمه إلى قسمين: احتوى الأول على خمسة...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يهدف هذا الكتاب إلى التدليل على مبدأ تداخل العلوم في الدراسات والأبحاث العلمية بعامة وفي اللغة بصورة خاصة، كما ويهدف لإتاحة الفرصة لشباب الباحثين من طلاب الدراسات العليا في حقل علم اللغة للإطلاع عليها، إذا اقتصر تداول هذه الأبحاث على المتخصصين وحدهم. ولنحقق هذه الأهداف تم تقسيمه إلى قسمين: احتوى الأول على خمسة دراسات، الأولى تتعلق بدراسة علم الأصوات عند الخليل أبن أحمد الفراهيدي (ت 175هـ) أما الدراسة الثانية فكانت حول "اللغة والطفل" وقد اعتمد الباحث في هذه الدراسة على أصول ومبادئ علم اللغة النفسي. أما الدراسة الثالثة فكانت حول "عربية الأندلس" والعلاقات اللغوية فيها بعد الفتح الإسلامي، وأثر ذلك في خلق مستوى لغوي عربي له خصائصه الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية المميزة لهذه اللهجة العربية في الأندلس، أما الدراسة الرابعة من هذا القسم فكانت حول مفاهيم ومبادئ علم اللغة الاجتماعي Sociolingustics عند الجاحظ (255هـ) الذي كان يتعامل مع الظواهر اللغوية بما لها من صلة بالمجتمع فرصد آثار هذه العلاقة دون إطار نظري واضح يحكم هذه الملاحظات فحاول البحث استخلاص ذلك من خلال معالجة الجاحظ لها. أما البحث الخامس والأخير من هذا القسم فقد تناول العلاقة بين "اللغة والثقافة العربية" وفيه حاول المؤلف أن يوضح هذه العلاقة الفريدة بين اللغة والثقافة بشكل عام وبين اللغة العربية والثقافة العربية بشكل خاص، وأن اللغة إذا كانت هي مفتاح كل ثقافة والركيزة الأولى في بنائها، فهي في الثقافة العربية أوضح وألزم.وفي القسم الثالث من هذا الكتاب يجد القارئ أن علم المعاجم Lexicography هما الإطار الذي تنطلق منه الدراسة المعجمية في هذا القسم، حيث يتناول البحث الأول علم المعاجم عند أحمد فارس الشدياق (ت 1887م) الذي تنوعت جهوده في الدراسات اللغوية والمعجمية حيث تناول البحث الجهود المعجمية له من خلال ثلاثة محاول أصلية في علم المعاجم هي: فن صناعة المعجم، المنحى المعجمي، تنمية المادة اللغوية للمعجم العربي وهي دراسة نقدية من خلال ما كتبه الشدياق حول ذلك. أما البحث الثاني فكان حول المعجم اللغوي التاريخي للغة العربية التي ما زالت العربية تفتقر إليه حتى الآن، رغم أن مشروع هذا المعجم قد قدَِّم إلى مجمع اللغة العربية في مصر في الأربعينات في هذا القرن.وتناولت الدراسة مفهوم المعجم التاريخي والفرق بينه وبين المعجم الوصفي وأصول صناعة هذا المعجم، ثم تناول البحث وضع الكلمات غير العربية أي المعربة والدخيلة في مثل هذا المعجم وكيفية معالجتها تاريخياً ولغوياً، أما البحث الثالث والأخير في هذا القسم فكان من "علم المعاجم عند أحمد بن فارس بين النظر والتطبيق" وقد توفي أبن فارس عام 395هـ وكانت له جهود معجمية أصيلة إذا وضع معجمين فضلاً عن دراساته اللغوية الأخرى حيث نجد أصولاً نظرياً لعلم المعاجم في العربية، بجوار العمل التطبيقي لفن صناعة المعجم عنده، كما يتمثل في معجمه "المجمل والمقاييس" وقد حاول هذا البحث تأجيل هذين الشقين النظري والتطبيقي من خلال أعماله.