بالرغم من أهمية التربية، وحاجة الناس إليها، واتفاق البشرية -قديماً وحديثاً ومستقبلاً- على ضرورتها والحاجة إليها، وعلى الرغم من توافر المنهج التربوي الفريد في القرآن الكريم، وتحقيق وسائله وأساليبه في السنة النبوية... ومع كل ذلك فإن الدراسات التربوية في المجال الإسلامي، ومن منابع القرآن والسنة، لا تزال محدودة وقليلة، وتخطوا الهوين...
قراءة الكل
بالرغم من أهمية التربية، وحاجة الناس إليها، واتفاق البشرية -قديماً وحديثاً ومستقبلاً- على ضرورتها والحاجة إليها، وعلى الرغم من توافر المنهج التربوي الفريد في القرآن الكريم، وتحقيق وسائله وأساليبه في السنة النبوية... ومع كل ذلك فإن الدراسات التربوية في المجال الإسلامي، ومن منابع القرآن والسنة، لا تزال محدودة وقليلة، وتخطوا الهوينا في سيرها وعطائها، ويظهر فيها الفقر والفاقة في كليات التربية العربية والإسلامية.وأخيراً بدأ التوجه إليها على حياء، وظهرت بعض الدراسات الجادة، والكتب القيمة، والمصادر الأصلية التي يحسن الإطلاع عليها ودراستها، كما كتبت عدة بحثو ومقالات وعقدت بعض المؤتمرات المحلية والدولية للتربية الإسلامية، والتعليم الإسلامي.والكتاب الذي بين يدينا يتوجه لطلاب دبلوم التأهيل التربوي منذ سنوات حيث قام المؤلف بتدريسه، كما شارك في التدريس الطرق الخاصة لأصول تدريس التربية الإسلامية مدة تسع سنوات، لطلاب دبلوم التأهيل التربوي (الدبلوم العامة سابقاً) الذين أكلموا الدراسة في كلية الشريعة، وتخرجوا منها، وتوجهوا إلى كلية التربية ليتأهلوا بأصول التدريس وطرقه، وكان خلال هذه الفترة يعمل إلى إحالت الطلاب إلى مجموعة من الكتب من أجل المطالعة والامتحان، لأنه لم يجد كتاباً يستوفي الغرض المقصود، ويغطي المقرر المطلوب.لهذا فقد اعتنى بوضع هذا الكتاب مقسماً موضوعاته على باب تمهيدي، وبابين. أما الباب التمهيدي فتعرض فيه إلى فائدة دبلوم التأهيل التربوي لمدرس التربية الإسلامية، وأهمية الدراسة التربوية، مبيناً منهج القرآن الكريم في التربية وعلم النفس، وذكر أسباب تمييز التربية الإسلامية بطرق خاصة عن غيرها من الطرق العامة في التدريس، وعن الطرق الخاصة الأخرى في بقية المواد، ثم ألقى نظرة تاريخية على مؤسسات التربية الإسلامية، ثم دراسة واقعية للتربية الإسلامية في وزارة التربية اليوم، لنصل القديم بالحديث.أما الباب الأول فخصصه لمقومات التربية الإسلامية، فشرح فيه دور الدين في حياة الفرد والمجتمع، وأثر العقيدة والإيمان في النفس ثم تناول الأهداف العامة للتربية الإسلامية، وتكوين المدرس وعوامل نجاحه ونشاطه في المدرسة والمجتمع، والوسائل التربوية والتعليمية التي يعتمد عليها، وواجبة في تحضير الدروس وإعدادها واستخدام دفتر التحضير.أما الباب الثاني فتولى فيه شرح أصول التدريس لكل فرع من فروع التربية الإسلامية بحسب تقسيمها في الكتب والمناهج المقررة في وزارة التربية وهي تلاوة القرآن الكريم وتفسيره، ودراسة الحديث الشريف والعقيدة والسيرة والعبادات والأخلاق والبحوث أو النظم الإسلامية، مع بيان التكامل في هذه الفروع، وأن التقسيم للتدريس فقط.وبشكل عام فقد سار الكتاب على الجمع بين المبادئ والأمثلة، والقواعد والتطبيق، وقدم بعض المعلومات الموضوعية الشرعية التي درسها الطالب في كليات الشريعة والدعوة وأصول الدين، وعرض بعدها الطرق التربوية، وأصول التدريس، وكان المؤلف يؤكد على بعض المبادئ العامة في كل فرع لتكون بمثابة الشعار للمدرس والطالب.وحرص على التذكير بأهم الكتب والمصادر التي تعد مرجعاً للمدرس، ويمكن إرشاد الطالب لها لاقتنائها، أو شراء بعضها، أو للرجوع إليها، ليكون مدرس التربية الإسلامية وسيلة إعلان للكتب النافعة، ووسيلة دعاية للمراجع المفيدة التي تظهر المفهوم الإسلامي بشكل صحيح وواضح، مع الجمع بين المصادر الأصلية القديمة، والكتب المعاصرة الهامة.وحرص أيضاً على اقتباس بعض النصوص الهامة التي تتعلق بالبحث، ووضع بعضها في الهامش، وأفرد بعضها الآخر في نهاية كل بحث، لتكون بمثابة نص للمطالعة، وتنويع لأسلوب العرض، واستفادة من جهود الآخرين.