يمثل القضاء في الإسلام صورة مشرقة في التاريخ الإسلامي، ويتبوأ مركزاً مهماً في الشريعة الغراء، ويحتل ركناً أساسيا في الفقه الإسلامي، وتتمثل فيه الصورة الحقيقية للتطبيق الصحيح لأحكام الله تعالى، وقام فعلاً بهذه الوظيفة المقدسة، وأقام العدل، ونفذ حكم الله تعالى، فكان مفخرة الأمة في تاريخها، وكان القضاة المسلمون نموذجاً رائعاً، ومثل...
قراءة الكل
يمثل القضاء في الإسلام صورة مشرقة في التاريخ الإسلامي، ويتبوأ مركزاً مهماً في الشريعة الغراء، ويحتل ركناً أساسيا في الفقه الإسلامي، وتتمثل فيه الصورة الحقيقية للتطبيق الصحيح لأحكام الله تعالى، وقام فعلاً بهذه الوظيفة المقدسة، وأقام العدل، ونفذ حكم الله تعالى، فكان مفخرة الأمة في تاريخها، وكان القضاة المسلمون نموذجاً رائعاً، ومثلاً عالياً لمن ينشد الحق. لذلك كانت الأنظار ترنو إلى تاريخ القضاء في الإسلام لاستعادة صورته في بناء الحاضر والمستقبل، وإعادة أمجاد الأمة، وتأمين حماية حقوق الإنسان.ومن هنا أراد الدكتور "محمد الزميلي" أن يتناول هذا الجانب المضيء من تاريخ الأمة الإسلامية بعرض موضوعي وتاريخي، لتسليط الأضواء عليه، وكشفه للأمة، وبيانه للأجيال، ليعرف الأنباء سيرة السلف الصالح، وحقيقة الأحداث الماضية. ونظراً لتشعب هذا الموضوع ارتأى المؤلف بتقسيم دراسته على تسعة فصول غطت كافة المراحل التاريخية للقضاء في الإسلام، بدءاً من العهد النبوي، وانتهاءً بالعصر الحاضر.كما وبين في كل عهد ما استجد فيه من أمور قضائية وكيفية سير القضاء فيه، وتنفيذ الأحكام ومصادر الأحكام القضائية، وأشهر القضاة، وبعض الأمثلة القضائية، وميزات القضاء في كل عهد، ووشح كل فصل بنبذة مختصرة وسريعة عن أشهر قضاة العهد محل البحث، ضارباً الأمثلة القضائية من تاريخ القضاء الإسلامي، كما واهتم بالتقديم للكتاب بفصل عرف فيه بالقضاء مبيناً أهمية القضاء ومشروعيته.