يهدف هذا الكتاب الى اعتماد معايير جديدة لقياس وتحليل وتفسير مقومات وطبيعة العلاقة بين الإنسان والمجتمع، بين ميول وأهواء وحاجات الإنسان الطبيعية المجردة من ناحية أولى، وبين أحكام ومقتضيات الكيان والحياة الاجتماعية من ناحية ثانية.إن مبادئ الضبط الاجتماعي المتراكمة تلقائياً، هي التي تسمى عادة بالمبادئ الكونفورمية وينصب جهد هذا البح...
قراءة الكل
يهدف هذا الكتاب الى اعتماد معايير جديدة لقياس وتحليل وتفسير مقومات وطبيعة العلاقة بين الإنسان والمجتمع، بين ميول وأهواء وحاجات الإنسان الطبيعية المجردة من ناحية أولى، وبين أحكام ومقتضيات الكيان والحياة الاجتماعية من ناحية ثانية.إن مبادئ الضبط الاجتماعي المتراكمة تلقائياً، هي التي تسمى عادة بالمبادئ الكونفورمية وينصب جهد هذا البحث على محاولة اعتماد الكونفورميا معياراً ممكناً، ومدخلاً لتطلعات علمية واسعة، وذلك عبر محاولة تفسير مجموعة من الظواهر الاجتماعية والمقولات الفلسفية، علاوة على أنه يتعرض بالتحليل والتفسير والتوضيح لعدد من الاتجاهات الفكرية والمفاهيم بغرض تعليل وتفسير ظواهر العلاقات الاجتماعية والوعي عموماً.ليس ثمة تعريف جامع مانع لمفهوم الكونفورميا، ولم يسبق للمكتبة العربية أن عرفت هذا المفهوم في إصداراتها وعناوينها، ولهذا السبب فإن هذا البحث يعد سابقة نوعية في هذا الحقل العلمي الجديد، يتعين الاكتراث الجدي به. على أن اللبس في المفهوم لا يزال سائداً في الفكر الغربي ذاته، رغم الاجتهادات النظرية لبعض الفلاسفة والفكرين، الذين استخدموا استعارات اخرى للتدليل على المفهوم ذاته، ومن هؤلاء هوبس، سبينوزا، روسو، وإميل دوركهايم.