إن تعريف علم الأصول هو: العلم بكيفية الاستنباط مما يستنبطه منه العلم، وإنما ظهر ذلك من التعريف المتقدم لموضوع الأصول، فإن تعريف كل علم هو ما يجعل فيه جامع محمولات المسائل موضوعاً لجامع موضوعاتها. فإذا قلنا: موضوع النحو، هو الكلمة من حيث كيفية نطق آخرها، وموضوع الصرف، الكلمة من حيث صحة بنائها واعتلالها، موضوع الطب، البدن من حيث ا...
قراءة الكل
إن تعريف علم الأصول هو: العلم بكيفية الاستنباط مما يستنبطه منه العلم، وإنما ظهر ذلك من التعريف المتقدم لموضوع الأصول، فإن تعريف كل علم هو ما يجعل فيه جامع محمولات المسائل موضوعاً لجامع موضوعاتها. فإذا قلنا: موضوع النحو، هو الكلمة من حيث كيفية نطق آخرها، وموضوع الصرف، الكلمة من حيث صحة بنائها واعتلالها، موضوع الطب، البدن من حيث الصحة والسقم، يكون تعريف هذه العلوم: النحو: العلم بكيفية نطق الكلمة . والصرف: العلم بصحة واعتلال الكلمة. والطب: العلم بصحة وسقم البدن. وحيث كان موضوع الأصول: ما يستنبط منه الأحكام إلى آخره كان تعريفه عكس ذلك. وبهذا يظهر، وجه النظر في سائر التعريفات، حيث عرّفه جماعة بأنه العلم بالقواعد الممهدة لاستنباط الأحكام، أو التي ينتهي إليها الفقيه في مقام العمل. وعرفه الحائري هو العلم بالقواعد الممهدة لكشف حال الأحكام الواقعية المتعلقة بأفعال المكلفين، سواء تقع في طريق العلم بها كما في بعض القواعد العقلية، أو تكون موجبة للعلم بتنجزها على تقدير الثبوت، أو تكون موجبة للعلم بسقوط العقاب. في هذا الإطار يأتي هذا الكتاب الذي يتناول المؤلف من خلاله علم الأصول بالتفصيل.