بدأ الصراع في الشيشان، ونشبت الحرب الروسية الشيشانية منذ ذلك الوقت الذي أعلنت الشيشان فيه استقلالها وأبدت رفضها للانتماء إلى الاتحاد الجديد، وكانت الحرب ردّاً صريحاً لقرارات الأمم المتحدة ومخالفة واضحة لها. وذلك حيث شعرت روسيا بخطر التفكك فيما إذا طالبت سائر الأقاليم بالاستقلال عنها، وساعد روسيا على إعلان الحرب ضد الشيشان لإرغام...
قراءة الكل
بدأ الصراع في الشيشان، ونشبت الحرب الروسية الشيشانية منذ ذلك الوقت الذي أعلنت الشيشان فيه استقلالها وأبدت رفضها للانتماء إلى الاتحاد الجديد، وكانت الحرب ردّاً صريحاً لقرارات الأمم المتحدة ومخالفة واضحة لها. وذلك حيث شعرت روسيا بخطر التفكك فيما إذا طالبت سائر الأقاليم بالاستقلال عنها، وساعد روسيا على إعلان الحرب ضد الشيشان لإرغامها اتحاد الدول الغربية وذلك، باعتبار أن هؤلاء الشيشان مسلمون، والغرب ضد الإسلام. وإذا كان الغرب ضدّيته مع الإسلام صريحة ومكشوفة، ويدلّ على صراحتها ما فعلوه ضدّ المسلمين في أفغانستان وكذلك في الشيشان وغير الشيشان فالغرب عاضد الشرق، وأعطاه الضوء الأخضر للقضاء على الإسلام وإخماد التحرك الإسلامي في جمهورية الشيشان وبكل قساوة وبدون تحرج، حتى لا تفكر باقي الجمهورية في الاستقلال والإسلام، ولذلك سكت الغرب عن جنايات الشرق، وعمّا ارتكبه حكّام الروس القساة من جرائم ضد مسلمي الشيشان، وفعل الشرق ما بدا له، وما حلا لديه في تدمير الشيشان وإبادتها الجماعية بلا معارض. وأما القيادة الشيشانية المسلمة فإنها لم تكترث لغضب الروس، ولم تستعظم ما يملكه أولئك من المعدات الحربية. وأعلنت دولة الشيشان وبكل شجاعة عن استقلال بلادها عام 1411هـ طبقاً للقوانين الدولةي، وتنفيذاً للقرار القائل بعدم الحق لروسيا في وراثة الاتحاد السوفييتي كما ورضي الشعب الشيشاني بذلك وأعطوا رئيسهم لقب (الشامل) إشارة إلى أحد قياديهم وهو (الإمام شامل) الذي ناضل ووعد بتطبيق الشريعة الإسلامية. إلا أن الروس لم يتوقفوا عند ذلك، بل هم تابعوا حربهم ضد الشعب الشيشاني المسلم، وتلك الحرب الشرسة ما زالت أصداؤها قائمة إلى الآن.حول هذا الموضوع يدور الحديث في هذا الكتاب الذي يعرض فيه المؤلف لمأساة الشيشان منذ بداياتها إلى الآن، متطرقاً خلال ذلك لبيان جغرافية الشيشان مع معلومات حول سكانها واقتصادها وثرواتها.