في حياة العظماء تجارب وعبر وعظات، وذكرياتهم كتاب تاريخ لحياة أمة وليس لحياة شخص واحد، فسيرتهم الذاتية هي السيرة التاريخية للأمة. وقد دوّن الشيرازي حوارات دارت بينه وبين مجموعة من الرؤساء والشخصيات السياسية التي كان لها دور في صنع قرارات تاريخية، أو كان لها بصماتها السياسية الهامة في مجريات عقد السبعينات وعقد الثمانينات وعقد التس...
قراءة الكل
في حياة العظماء تجارب وعبر وعظات، وذكرياتهم كتاب تاريخ لحياة أمة وليس لحياة شخص واحد، فسيرتهم الذاتية هي السيرة التاريخية للأمة. وقد دوّن الشيرازي حوارات دارت بينه وبين مجموعة من الرؤساء والشخصيات السياسية التي كان لها دور في صنع قرارات تاريخية، أو كان لها بصماتها السياسية الهامة في مجريات عقد السبعينات وعقد الثمانينات وعقد التسعينات، وهي أهم عقود هذا القرن المتخم بالأحداث والوقائع، وقد عاصر الإمام الشيرازي جميع هذه الفترات ولم يكن موقفه من أحداثها موقف المتفرج بل موقف الفاعل والمحرك، فكان يلتقي بأصحاب القرار ويجمع طاقات الأمة ليصبها في الهدف الإسلامي، فكانت لقاءاته ومذكراته هذه بمثابة كشف عن سيكولوجية الحكام والمسؤولين قلّما يعرف الناس عنها لسبب عزلتهم عن المجتمع والجماهير، إلى جانب ذلك فقد بينت المنهج الفكري الغربي وعلى لسان الحكام في طرح الشبهات حول الشريعة الإسلامية. ومثل بذلك تاريخ مهم لحقبة مهمة من التاريخ المعاصر للعراق والمنطقة، حيث استطاع الشيرازي أن يدوّن الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بصورة دقيقة من خلال حواراته ومناقشاته مع الرؤساء والحكام، تمكن فيها من أن يعري الواقع المتخلف الذي يعيشه العالم الإسلامي في ظل الديكتاتوريات المقيتة.