البوليمرات

لا شك أن الانتشار الواسع في استخدام اللدائن أو ما يسمى بالبوليمرات، أحدث نقلة نوعية في عصرنا الحاضر، وجعله يتميز عن العصور الأخرى التي مر بها الإنسان منذ نشأته الأولى والآن نحن نعيش عصر جديد، فالكيميائيون قد أحدثوا ثورة في مجال صناعة البوليمرات ومن الملامح الظاهرة لذلك أن قميصك مصنوع من البولي استر وحقيبة الملابس مصنوعة من البولي فينيل، وأكياس وزجاجات اللبن مصنوعة من البولي ايثيلين، كما أنا نسير على سجاجيد مصنوعة من البولي بروبيلين، ونجلس على أثاث مصنوع من البولي سترين، وسيارتنا تسير على إطارات مصنوعة من البولي ايزوبروبين، ناهيك عن أجهزة الكمبيوتر الي تتغذى باسطوانات مصنوعة من البولي أسيتات الفينيل المرنة، وما ذكر مجرد أمثلة بسيطة لما نتعامل معه في حياتنا اليومية مع البوليمرات، وما خفي واستخدم في الأمور الأخرى أكثر وأعظم والآن دعنا نعود إلى تلك السيارة المصنوعة بالكامل من البلاستيك ونقول بالطبع إن خفض الوزن هو أساس محاولة بناء سيارة اقتصادية في استهلاك الوقود وأقل تكلفة، كما يساعد على التخلص من مشكلة التآكل، ولا أبالغ إذا قلت إن السيارات الأمريكية تحتوي على أكثر من خمسمائة كيلوجرام من البوليمرات (بلاستيك) بما في ذلك الدهانات واللواصق والإطارات والمشحمات والمفروشات، فليس هناك شئ من أدوات الإستخدام إلا ودخلت البوليمرات في صناعته وكذلك صناعة التغليف، وصناعة الدواء، والأحذية، وجميع أنواع الملابس والأثاث والمفروشات وأغلفة الأدوات الكهربائية، وأدوات المطبخ وهياكل الأجهزة المنزلية ولعب الأطفال، وأدوات الزينة والأكياس ذات الإستخدامات المختلفة، وأرفف المكاتب والمطابخ، وفي تعبئة المياه وصناعة الأنابيب وغيرها. إن التقدم الكبير في مجال الصناعات البتروكيمائية فتح الباب على مصراعيه في مجال صناعة البوليمرات وأحدث نقلة نوعية في انتاجها واستخدامها ويمتزج في الكتاب الجوانب النظرية بالجوانب التكنولوجية التطبيقية، كما يتعرض الكتاب للبوليمرات الحديثة وعلاقتها بمشاكل البيئة والطرق المقترحة لحل هذه المشكلات. والكتاب يعد إضافة للمكتبة التكنولوجية الكيميائية العربية.