إذا كان البعض ينظر إلى العولمة على أنها ثورة اجتياحية، فإنها مثل كل الثورات لا تقف جامدة، بل تكون صاخبة الحركة، سريعة التأثير، فاعلة القوة، ومن ثم فإن نظامها جعل الجميع ينصهر داخلها. * لقد أثبتت حركة العولمة، أنها متواصلة، وأنها مستمرة، وأنها لن تتوقف، وإن كل محاولات كبحها أو السيطرة عليها ذهبت جميعها إدراج الرياح. * إن التطور ا...
قراءة الكل
إذا كان البعض ينظر إلى العولمة على أنها ثورة اجتياحية، فإنها مثل كل الثورات لا تقف جامدة، بل تكون صاخبة الحركة، سريعة التأثير، فاعلة القوة، ومن ثم فإن نظامها جعل الجميع ينصهر داخلها. * لقد أثبتت حركة العولمة، أنها متواصلة، وأنها مستمرة، وأنها لن تتوقف، وإن كل محاولات كبحها أو السيطرة عليها ذهبت جميعها إدراج الرياح. * إن التطور الذي شهدته العولمة كنظام، وما أحدثته حتى الآن من صخب لا يجب أن يقابل بالملل والضجر، وبالتالي فإن قوى الإنطواء والإنكفاء على الذات الرافضة لكل ما تقدمه العولمة أصبحت بالفعل في مأزق. * ومن ثم فإن العولمة تحتاج إلى قدر كبير من المرونة – مرونة الاستقبال، ومرونة التفاعل، ومرونة السماح بخروج النتائج والآثار في إطار جماعي عالمي جديد. * إن العولمة لا يكفي الحديث عنها أو الكتابة فيها في منصة خطابه، أو أطروحات ندوة، أو حوار لقاء فكري، أو مقالة في جريدة، أو لقاء إذاعي أو تليفزيوني، بل إن العولمة هي ظاهرة يجب أن نعترف بها، اعتراف مبني على الإدراك والوعي، وهي عملية تقوم على الفهم والتحليل والاستيعاب لكافة الأمور .. واختيار الطريق الأمثل الذي يوصل إلى امتطاء ظهر تلك الظاهرة والتفوق بها. * إن العولمة في تيارها ما هي إلا انفاتحًا على العالم، والاعتراف المتبادل بالآخرين دون فقد الهوية أو الحرية الذاتية. إن هذا المرجع هو محاولة على طريق فهم متعمق علمي لهذه الظاهرة الإنسانية المعقدة والمركبة... وإذا كان أي عمل مهما استهدف الكمال يكون دائمًا قاصرًا أمام كمال خلق الله عزوجل، ندعو الله أن يوفقنا دائمًا لتقديم كل ما يحتاجه قارئنا العربي لفائدته وفائدة وطنه وأمته.