التشريع الإسلامي هو المنبع الذي ينبغي أن تستقي منه الأمة الإسلامية قوانينها وسياستها وفلسفتها في إدارة أمورها، وتأسيس معاملاتها مع الأمم الأخرى.فقد اتخذ التشريع الإسلامي مصادر ثابتة ترجع جميعها إلى أصل واحد هو الوحي الإلهي، ولذلك فإننا نجد أن المصدر الرئيسي هو القرأن الكريم الذي حفظه الله وحماه من أية تحريفات أو تبديلات يمكن أن ...
قراءة الكل
التشريع الإسلامي هو المنبع الذي ينبغي أن تستقي منه الأمة الإسلامية قوانينها وسياستها وفلسفتها في إدارة أمورها، وتأسيس معاملاتها مع الأمم الأخرى.فقد اتخذ التشريع الإسلامي مصادر ثابتة ترجع جميعها إلى أصل واحد هو الوحي الإلهي، ولذلك فإننا نجد أن المصدر الرئيسي هو القرأن الكريم الذي حفظه الله وحماه من أية تحريفات أو تبديلات يمكن أن يقوم بها بنو البشر، ثم تجيء الأحاديث النبوية في دور المصدر الثاني للتشريع، وهي بيان وتفصيل لما جاء بالقرآن الكريم، وقد حفظها الله سبحانه وتعالى أيضاً في صدور أناس دونوها وخلفوها وراءهم حتى تقرأها الجيال المتعاقبة وتعي ما فيها، ثم يأتي بعد ذلك إجماع العلماء، وقول الصحابة، والعرف، والقياس.. إلى آخره مما ذكر تفصيلاً في الكتاب، وهكذا يتنقل التشريع بين مصادره الموثقة والمحددة بالتأكيدات التي تضمن لها سلامتها وبعدها عن أية تأويلات وأباطيل. وقد اشتمل التشريع الإسلامي على القوانين التي تقود إلى منهج السعادة للبشر في الدنيا والآخرة، وهو منهج يتميز بالبساطة والتسامح وينأى عن القهر والغلو في جميع سلوكياتنا. وفي هذا الكتاب توضيح شامل لمصادر التشريع الإسلامي، وخصائص هذا التشريع الذي يحفظ الحقوق ويرعى الحرمات، ويرسي قواعد الأخلاق والقيم، ويضبط العلاقة بين الجميع في إطار من العدل والإنصاف.