النفس البشرية من صنع الله عز وجل، وقد أراد لها صانعها- سبحانه- أن تسير وفق منهج معين حتى تصل بصاحبها إلى بر الأمان، وتسلك به الطريق القويم الذي منتهاه جنة الرضوان..ولكن الشيطان لا يريد أن يدع ابن آدم ليفوز بالثمار الطيبة ويتركه ورفاقه في سعير جهنم، ولذلك فإنه يتغلغل داخل هذه النفس البشرية ليزين لها الشهوات، ويكره إليها عمل الصال...
قراءة الكل
النفس البشرية من صنع الله عز وجل، وقد أراد لها صانعها- سبحانه- أن تسير وفق منهج معين حتى تصل بصاحبها إلى بر الأمان، وتسلك به الطريق القويم الذي منتهاه جنة الرضوان..ولكن الشيطان لا يريد أن يدع ابن آدم ليفوز بالثمار الطيبة ويتركه ورفاقه في سعير جهنم، ولذلك فإنه يتغلغل داخل هذه النفس البشرية ليزين لها الشهوات، ويكره إليها عمل الصالحات، حتى يستريح ويحقق مآربه من الحياة.ولذا فإن النفس قد انقسمت فيما بينها إلى أكثر من اتجاه، فهناك النفس اللوامة التي تخص صاحبها على فعل الخيرات وترك المنكرات، وهي التي اتخذت منهج الله سبيلا لها.. وهناك النفس الأمارة بالسوء والتي تغوي صاحبها وتسير به في طريق الشيطان فتجعله يجري وراء شهواته وملذاته فتهوي به إلى الدرك الأسفل من النار والعياذ بالله.. وهناك النفس المطمئنة التي أسلمت أمورها إلى بارئها فاطمأنت إليه وأنابت، وأخلصت في العبادة، فلم تدع للشيطان فرصة للنيل منها.وقد جاء الشرح والتوضيح لهذه الأقسام في هذا الكتاب الذي يقدمه الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم بما جمعه من تحليلات وتفسيرات لمجموعة من كبار الأئمة وعلماء المسلمين وفيه يلقي إلى القارئ بمجموعة من التوصيات التي تهمه في مجال تزكية النفس، والأخذ بأسباب تنقيتها وتطهيرها من دنس الشيطان، والخروج بها من هيمنته، والوقوف على طريق الله.. طريق الخير.. طريق النجاة.ونرجو من الله سبحانه أن يؤتي نفوسنا تقواها ويزكها، إنه نعم المعين والمجير من همزات الشياطين.