حركة النشر في المغرب سائرة إلى الأمام، ولو أن ملامحها لا تتبين بوضوح لمعظم قرّاء الكتب والمجلات. إن التقدم الحاصل ليس قصرا على زيادة كمية المنشورات فحسب، ولكن أيضا في نوعية المطبوعات وتقنياتها وأماكن صدورها. فالمطابع المغربية تتكاثر، وإمكاناتها الفنية تزداد ،تتطور لتقف في وجه المنافسة الخاوجية التي كانت -إلى وقت قريب- قوية كاسحة...
قراءة الكل
حركة النشر في المغرب سائرة إلى الأمام، ولو أن ملامحها لا تتبين بوضوح لمعظم قرّاء الكتب والمجلات. إن التقدم الحاصل ليس قصرا على زيادة كمية المنشورات فحسب، ولكن أيضا في نوعية المطبوعات وتقنياتها وأماكن صدورها. فالمطابع المغربية تتكاثر، وإمكاناتها الفنية تزداد ،تتطور لتقف في وجه المنافسة الخاوجية التي كانت -إلى وقت قريب- قوية كاسحة. أما الإنتاج الفكري فتظل بارزة فيه ظاهرة نذرة المنشورات العلمية، البحثة منها والتطبيقية، سواء في الكتب أو المجلات. ويبدو عدم التوازن حتى في ميدان الآدب القصصي والشعري والروائي طاغ الدراسات النقدية، والفقه والقانون لا توازيهما المنشورات الإقتصادية، والدراسات التاريخية تفوق ما يكتبه الجغرافيون ...على أن الكل يعلم التحول الحاصل، منذ أوائل السبعينات، في توجيه التعليم بالمغرب توجيها علميا تقنيا، وأن هذا التحول وصل الآن إلى المرحلة الجامعية، بحيث صار عدد الكليات العلمية المفتوحة كل سنة لا يقل عن عدد كليات الآداب والحقوق، وذلك ما يبشر حتما بتطور الإنتاج العلم المغربي في السنوات المقبلةإن مجلة الكتاب المغربي تشق طريقها بخطى ثابتة، وتنتشر أكثر فأكثر في الداخل والخارج، لا سيما في الأوساط الجامعية، وتقوم، بالتالي، بالدور المنوط بها في التعريف بالحركة الفكرية بالمغرب، وربط الصلات بين المثقفين المغاربة والأجانب، ودور النشر والقراء والباحثين في الداخل والخارج.