صاحب المقال موضع النقاش في هذا البحث هو مارتن جيك، مدير سابان لسياسة الشرق الأوسط في مؤسسة بروكنفز، وكان مساعد لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى خلال الفترة الممتدة بين عامي 1997 و2000، وسفيراً للولايات المتحدة في الكيان الصهيوني بين عامي 1995 و1997 وخلال عامي 2001 و2002. وقد بلور خطته تلك أثناء حلقة عقدها في مركزه المذ...
قراءة الكل
صاحب المقال موضع النقاش في هذا البحث هو مارتن جيك، مدير سابان لسياسة الشرق الأوسط في مؤسسة بروكنفز، وكان مساعد لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى خلال الفترة الممتدة بين عامي 1997 و2000، وسفيراً للولايات المتحدة في الكيان الصهيوني بين عامي 1995 و1997 وخلال عامي 2001 و2002. وقد بلور خطته تلك أثناء حلقة عقدها في مركزه المذكور يوم 2002/3/11، في زايد للتنسيق والمتابعة في أبو ظبي، هي "ضمن مخطط إسرائيل الكبرى" ثم إنها جاءت في خضم الجهد الأميركي والدولي المبذول لتطبيق "خطة خريطة الطريق" بعد أن قدمت رسمياً للطرفين الصهيوني والسلطة الفلسطينية، يوم 2003/4/30، والمعروف أن الخطة المذكورة، هي خطة أميركية بالأساس صيغة بالاستناد إلى خطاب بوش يوم 2002/4/24 الذي تضمن نقطتين أساسيتين: -إنهاء الانتفاضة، -تغيير القيادة الفلسطينية بدعوى الإصلاح.ويبدو في القراءة المدققة أن خطة أنريك تنهض على مبررات جوهرها استحالة تطبيق خطة "خريطة الطريق"، ويوضح الأمر في متن خطته: "إن هذه المقاربة تعاني من مشكلة وهي أنها تلقى نفس المصير الذي لقيته كل المحاولات السابقة الفاشلة". ولا ينسى أنريك أن يعزو أسباب احتمال فشل "خريطة الطريق" إلى الجانب الفلسطيني، حيث لا توجد مؤسسة قادرة على قمع المنظمات الإرهابية، والمجموعات الفدائية المسلحة المسؤولة عن أعمال العنف، وبدون هكذا مؤسسة لن يكون جيش الدفاع "الإسرائيلي" مستعداً للانسحاب من المدن الفلسطينية والبقاء خارجها... وفي الوقت نفسه لا يوجد شريك فلسطيني يمكن الوثوق به، والتعامل معه في إطار أي مبادرة سياسية حقيقية كتلك التي تنطوي عليها "خريطة الطريق". أما لماذا يتخوف من فشل "خريطة الطريق؟" فبلا شك ليس لحرصه على "السلام" أو الأرواح البشرية، وإنما على مصالح الولايات المتحدة ومستقبل الكيان الصهيوني.وكلمة ما قبل أخيرة، هل هو مكر التاريخ من يقود "إمبراطورية الكاوبوي" إلى الحضور العسكري الاحتلالي المباشر للمنطقة العربية-الإسلامية لتنزلق إلى النهاية؟ لا عجب إن حصل هذا… ألم يؤسس صلح تالزيت الذي فرضه نابليون بونابرت على الألمان عام 1807، إثر هزيمتهم في معركة فيينا 1806 لهزيمته لاحقاً؟؟ لكن إمكانية تنفيذ خطة أنريك "وصاية على الفلسطينيين". لا زال في دائرة الاحتمالات وإن كان المرجح أن تشق طريقها، والقادم من الأيام يتكفل بحسم الأمور. نكتفي بهذا القدر من القراءة لمقال أنريك "وصاية على الفلسطينيين" وللقارئ فرصة استقراء هذه المقالة من خلال قراءته الخاصة، فلعلها تنفتح على نقاط أكثر حساسية وأكثر عمقاً من تلك التي تخللتها هذه القراءة التي حرصت على إبراز خلفيات وأبعاد ومعاني هذه الخطة. والتي حرص مركز باحث للدراسات على إصدارها في سلسلة أوراق باحث. والتي تشكل إصدارات تعنى بقضايا فلسطين والصراع مع المشروع الصهيوني.