الاستشارات الأسرية

تعد الاستشارة الأسرية من المواضيع المهمة التي يقدمها أخصائيون مؤهلون في الاستشارة، وتسهم في رعاية الأسرة والأزواج والأبناء، ولا يمكن الاستغناء عنها في الوقت الحالي بسبب التطورات الحالية وتسارع الحياة وطبيعة المسؤوليات الأسرية والمهام الأسرية، ولقد أصبحت كثير من الأسر تحتاج بشكل أكثر لمن يساعدها على تقديم الاستشارة، ونتيجة لذلك فقد ظهر بعض الأشخاص غير المؤهلين ممن يقدمون الاستشارات بصفة شخصية ودون تمكن علمي، ويعد هذا الكتاب من أوائل الكتب المتخصصة في مساعدة المستشارين والمتخصصين في الحياة الأسرية على حد سواء، وهو يتطرق لجانب علمي وعملي في نفس الوقت، حيث يطرح إطارا نظريا موسعا ويعمل بالمقابل على التطبيق العملي لتلك النظريات، كما انه يمتلئ بالعديد من الأمثلة والحالات العملية التي تساهم في توضيح بعض المفاهيم العلمية، كما أنه يقدم طرقا بسيطة وأساليب سهلة يمكن للمستشار استخدامها في عمله.إن هذا الكتاب صيغ بأسلوب سهل بعيدا عن التعقيد والصعوبة، ويمكن أن يكون دليلا مبسطا لكل من يعمل في خدمة الأسرة ورعاية شؤونها.ولقد اعتمد المؤلفان أثناء تأليف وإعداد هذا الكتاب على الإطار العلمي من جهة والرجوع للمبادئ العلمية في هذا الجانب، كما اعتمدا على الخبرة العملية كونهما مستشاران أسريان يساعدان على معالجة المشكلات الأسرية، وقد أحصى المؤلفان تعاملا خلال السنوات السابقة مع المئات من الحالات الأسرية وبمشكلات كثيرة كان أبرزها: مشكلات في تربية الأبناء، ومشكلات بين الزوجين بالحياة الحميمية، ومشكلات خاصة بالجوانب النفسية لدى الزوجين كالخوف والملل والاكتئاب والرغبة في الانتحار، كما تعاملا مع مشكلات في الرغبة بالانفصال بين الزوجين ومشاكل مرتبطة بتعدد الزوجات والعنف الأسري، كما اهتما بمشكلات دقيقة وخاصة بين الزوجين مراعيين الجانب الأسري وكان من أبرزها مشكلات متعلقة بالجانب الجنسي والانحرافات الجنسية لدى أحد الزوجين، ولله الحمد فقد كانا ينطلقان من مبادئ الشريعة الإسلامية من جهة ومن الإطار العلمي من جهة أخرى وحافظا على سرية تامة في التعامل مع الحالات التي راجعتهما، وقد ظهر تحسن ملموس في تلك الحالات.