هذا الكتاب، كتاب حب، حب لبيروت وللمسرح في بيروت، المدينة الأليفة الضارية، الوديعة الشرسة، الحنونة القاسية، الفاتنة والمفتونة، العاشقة والمعشوقة، العصية على الترويض، المتمردة على التدجين، التي تستحوذ على مريديها فيصيرون "بيارتة"، أي تحل فيهم مثلما يحلون فيها، بكل ما يعنيه هذا "الحلول" من تماه وتوحد واندماج كلي بين العاشق ومعشوق...
قراءة الكل
هذا الكتاب، كتاب حب، حب لبيروت وللمسرح في بيروت، المدينة الأليفة الضارية، الوديعة الشرسة، الحنونة القاسية، الفاتنة والمفتونة، العاشقة والمعشوقة، العصية على الترويض، المتمردة على التدجين، التي تستحوذ على مريديها فيصيرون "بيارتة"، أي تحل فيهم مثلما يحلون فيها، بكل ما يعنيه هذا "الحلول" من تماه وتوحد واندماج كلي بين العاشق ومعشوقه وما يضمره هذا التماهي المطلق من تجانس الثنائيات وتنافرها. تماماً كما تتجانس الحياة والموت ويتنافران، ويترافقان في مشوار يبدأ ولا ينتهي.
حب للمدينة ولمسرحها وما بينهما، فكسر "الجدار الرابع" كما يحلو القول لأبناء الكار المسرحي، يفتح الخشبة، لا على الصالة فحسب، بل على المدينة برمتها، فـ"اللعبة" التي تحرض الصالة وتحركها وتثير فيها الدهشة والانتباه، لها المقدرة على الفعل نفسه في المدينة وناسها. هنا لا يعود سحر الخشبة مستحوذاً على المتفرجين داخل الصالة، إنه يتجاوزهم إلى أبعد منها بكثير في حركة تبادل جدلية بين المدينة ومسرحها.
في هذا الكتاب يشهر زاهي وهبي حبه للمدينة، ويقول: بيروت مسقط قلبي.