أمين الخولي : شيخ الأمناء

لا يعنى إحتفاء الدار المصرية اللبنانية بالعظماء من كتاب الأمة العربية مجرد استرجاع الحديث عنهم، فذلك دور رواة السير الشعبية، ليتلهى بها البسطاء فى ساعات الفراغ، بل إننا نتوخى فى هذه السير مشوار العظمة نفسه، وكيف كان .. بمعنى أننا نقدم هذه الشعلة المقدسة فى يقين صاحبها، ونتتبع الجهود المضنية التى بذلها، ونكترس بذلك أمام الأجيال قيمة العمل الإنسانى الجاد، وكيف تكون نتيجته، فأحيانا لا يرى الناس إلا بريق العظمة دون الوقوف عند الأسباب التى صنعتها. وإننا نتوخى أيضاً فى سيرة الكاتب إمكانية استدعاء شريحة بكاملها من تاريخنا الثقافى، بتفاعلاتها الاجتماعية والفكرية والسياسية .. نتأمل بالرصد والدراسة والتحليل المبسط، والأسلوب السهل الممتنع، وتلك غاية أخرى تمكن الأجيال الجديدة من الموقوف على مسار حركة الفكر وتطوره فى أمتنا العربية وخاصة أننا أشد ما نكون فى حاجة إلى تأصيل الفكر، فى خضم التحديات الفكرية والسياسية والاجتماعية التى يتحتم علينا مواتجهتها بالوعى والمعرفة.