يُعد التحليل النفسي ثورة معرفية أعادت النظر في مفاهيم الفكر الفلسفي التقليدية، حيث اعتبر التحليل النفسي من أهم تيارات علم النفس التي دخلت مضمار الفكر الفلسفي منذ مطلع القرن العشرين.وفي هذا الكتاب دراسة هامة للتحليل النفسير باعتباره طريقة في الإستقصاء لاستكشاف عمليات اللاوعي، ولتحديد بنية الظاهرة النفسية وأسبابها العميقة التي تقو...
قراءة الكل
يُعد التحليل النفسي ثورة معرفية أعادت النظر في مفاهيم الفكر الفلسفي التقليدية، حيث اعتبر التحليل النفسي من أهم تيارات علم النفس التي دخلت مضمار الفكر الفلسفي منذ مطلع القرن العشرين.وفي هذا الكتاب دراسة هامة للتحليل النفسير باعتباره طريقة في الإستقصاء لاستكشاف عمليات اللاوعي، ولتحديد بنية الظاهرة النفسية وأسبابها العميقة التي تقوم على التحليل المنظّم للتداعيات الحرة للشخص. والتحليل النفسي تقنية تقوم على الإستقصاء، وهدفها حل الصراعات العصابية عند المريض. أما "العصاب" فهو: إصابة نفسية المنشأ تكون فيها الأعراض تعبيراً رمزياً عن صراع نفسي (مأزم) يستمد جذوره من التاريخ الطفلي للشخص، ويشكّل تسوية ما بين الرغبة والدفاع". وبهذا يكون الصراع العصابي هو صراع لاواعي يقع بين النزوة الغريزية للهو التي تسعى للتفريغ وأوالية الدفاع عند "الأنا" التي تمنع هذا التفريغ المباشر للنزوة أو تقدمه نحو ساحة الوعي. ولهذا يتحرى هذا الكتاب من خلال عملية التحليل النفسي ومواجهته لبنية الشخصية في البحث عن أساب العصاب من زاوية المأزم النفسي فيعتبر الكاتب هنا أن الأزمة الداخلية النفسية تأخذ محتواها من الوضعيات المأزمية خلال مرحلة الطفولة، ولكنها لا تصبح أزمة بالفعل إلا عندما يجتاز الطفل المعطيات الخارجية أي المعطيات المتناقضة للمأزم النزوي والتي تشكل صعوبة يتوقف حلها على التغيّر الداخلي وليس على التكيّف مع الظروف الخارجية.يستند الكاتب في بحثه هذا على أعمال فرويد، وكذلك الذين انفصلوا عن فرويد وأقاموا مذاهب جديدة مستقلة أمثال رايش وهورني وفروم وغيرهم. وقد كانت ردة الفعل الأولى على افكار فرويد حول الحتمية الجنسية لسلوك العصابين، وللنشاط البشري كله، سلبية، فقد ركز المعاصرون على العمليات الإجتماعية والثقافية، التي تحدد سلوك الشخصية الدافعي، والنشاط الحيوي للإنسان ونزعات الفرد الشخصية الداخلية. وبهذا يمكن القول أن المرض النفسي هو نتاج لتضافر عناصر عضوية ونفسية وإجتماعية ينال الخلل إحداها أو أكثر، فيثير كوامن الضعف الخفية في العناصر الأخرى، فتؤدي بالإنسان إلى خلل في التقييم الواقعي السوي للأحداث. من هنا جاءت أهمية الطب النفساني الذي يقوم بالتحليل الأولي لاضطراب الشخصية بتظاهراتها النفسية والإجتماعية.