"تهالك شارلي في مقعده الوتير... وانطلق القطار به في الطريق إلى وطنه وأسرته... وراحت صور الأيام الستة التي قضاها في باريس تنساب أمام بصيرته كشريط سينمائي، أو كحلم عجيب فظيع... سيمون الذي يعد نفسه، ليكون إرهابياً سفاحاً... وأميرة الليل أولجا... التي تنقلب، كما يحدث في الأحلام، إلى ليديا التي لم يهادنها القدر طوال حياتها إلا أسابيع...
قراءة الكل
"تهالك شارلي في مقعده الوتير... وانطلق القطار به في الطريق إلى وطنه وأسرته... وراحت صور الأيام الستة التي قضاها في باريس تنساب أمام بصيرته كشريط سينمائي، أو كحلم عجيب فظيع... سيمون الذي يعد نفسه، ليكون إرهابياً سفاحاً... وأميرة الليل أولجا... التي تنقلب، كما يحدث في الأحلام، إلى ليديا التي لم يهادنها القدر طوال حياتها إلا أسابيع معدودات، وذلك الحديث المتصل الطويل عن جريمة القتل... وهذان العائدان من جزيرة الشيطان حيث الجحيم الدينوي. أولئك الغلاظ الشداد في حالة الأوباش... ورفع شارلي وجهه، فإذا هو يراه منعكساً في أديم مرآة أمامه... وإذا هو يدهش ويعجب ولا يدهش ويعجب ولا يكاد يصدق عينيه لقد رأى وجهه شاحباً كل الشحوب، ممتعاً أشد الامتقاع... مهضوماً! أن أصدقاءه ومعارفه وزملاءه في الشركة، ووالديه، سيعتقدون-حين يرون شحوب وجهه- انه أسرف في علاقاته مع غواني باريس. هل يصدق أ؛دهم نه ذهب إلى باريس، وحده، وبما معه من مال موفور ثم عاد دون أن ينام في فراش واحد مع... غائية! انهم لن يصدقوا... ولكنها الحقيقة... وأيا كان الآمر، فإن شارلي يعود إلى أهله بعد أن رأى ما يدور تحت سطح بحيرة الحياة، الهادئ، من صراع غير متكافئ، ومن غدر، وسفه ولؤم، وفساد وظلام... انه يعود وهو يشعر كأن قاع العالم قد سقط فجأة من تحت قدميه..." تصخب الذكريات والحوادث في قصة "فلاديمير نابوكوف" "خفايا باريس" وتتراءى المشاهد التي تتناوب عليها شخصيات لكل منها آراءه وتطلعاته إلى الحياة، ونظرته إلى منبع السعادة فيها والشقاء، في القطار تبدأ القصة وتنتهي ولكن بين هاتين المرحلتين تجري حوادث كثيرة في قلب العاصمة الباريسية المتزينة بلباس الطهارة الأبيض، الذي يخفي بداخله أسرار عن تفكك روابط هذا المجتمع وعن انحلاله الخلقي. هذه لمحاة مغبشة مما سيقرأه القارئ في ثنايا هذه القصة المترجمة عن روائع الأدب العالمي.