لعل مشكلة السلطة، في الإسلام الأول كانت المعضلة الكبرى التي أخذت مساحتها الواسعة في الدراسات المعاصرة، والتي انطلقت في غالبيتها من التفسير التقليدي لهذا الحدث المركزي، بحيث تدور المسألة سباقاً بين مجموعة نخبوية من المسلمين الأوائل، ويأخذ الصراع منحىً شخصياً شبه معزول عن المؤثرات الأخرى. من هذا المنطلق فإن الكتاب الذي بين أيدينا ...
قراءة الكل
لعل مشكلة السلطة، في الإسلام الأول كانت المعضلة الكبرى التي أخذت مساحتها الواسعة في الدراسات المعاصرة، والتي انطلقت في غالبيتها من التفسير التقليدي لهذا الحدث المركزي، بحيث تدور المسألة سباقاً بين مجموعة نخبوية من المسلمين الأوائل، ويأخذ الصراع منحىً شخصياً شبه معزول عن المؤثرات الأخرى. من هذا المنطلق فإن الكتاب الذي بين أيدينا يتناول دراسة هذا الموضوع ولكن ستمثل هذه الدراسة محاولة للخروج من هذه "المدرسة التقليدية" التي تصدت لقضايا القرن الأول، وذلك بعيداً عن الاتجاهات السياسية والقبلية، التي أخذت تطفو على السطح، عشية وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. لذا يرى المؤلف أنه لم يعد جائزاً البحث في هذه المسألة، من زاوية "الحق الشرعي"، المبني على القرابة أو الصداقة فقط، بينما هناك عوامل أخرى لا يمكن تجاهلها والتي كانت تحمل مضمون الاستمرارية للإسلام، وفق البداية المثلى التي جسدتها دولة المدنية.