إذا كان الدارسون المعاصرون يولون الدراسات اللهجية الحديثة في وطننا العربي أهمية وعناية كبيرتين ويعدونهما ثروة لغوية لا يمكن التفريط بها، فإن من الغبن أن نعرض عن كلام النبي العربي، صلى الله عليه وسلم، الذي "لم يسمع الناس بكلام قط أعم نفعاً، ولا أقصدَ لفظاً، ولا أعدل وزناً، ولا أجمل مذهباً، ولا أكرم مطلباً، ولا أحسن موقعاً، ولا أس...
قراءة الكل
إذا كان الدارسون المعاصرون يولون الدراسات اللهجية الحديثة في وطننا العربي أهمية وعناية كبيرتين ويعدونهما ثروة لغوية لا يمكن التفريط بها، فإن من الغبن أن نعرض عن كلام النبي العربي، صلى الله عليه وسلم، الذي "لم يسمع الناس بكلام قط أعم نفعاً، ولا أقصدَ لفظاً، ولا أعدل وزناً، ولا أجمل مذهباً، ولا أكرم مطلباً، ولا أحسن موقعاً، ولا أسهل مخرجاً، ولا أفصح معنى، ولا أبين فحوى، من كلامه، صلى الله عليه وسلم". إن الحديث هو المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن، وفيه بيان له، ولما فيه من أحكام وتكاليف وشرائع وحوادث وقصص. وهو إضافة إلى ذلك وحي من الله إلى نبيه، فهو بلفظ النبي عليه الصلاة والسلام، إلا أن المعنى من الله، تبارك وتعالى. وبذلك يكون الحديث في مرتبة القرآن من حيث وجوب الاتباع، وكونه من عند الله، والصحابة لم يفرقوا بين حكم ثبت بالقرآن وحكم ثبت بالسنة.