أسس الجغرافية المناخية والنباتية

هذا كتاب انتهج المؤلف في إعداده أسلوباً وصفياً تحليلياً وتعليلياً جغرافياً، تداخلت فيه أسس ومفاهيم علوم الأرصاد الجوية والتربة والأحياء مع أهداف المعالجة المناخية والحيوية وأساليبها، وهو أسلوب لا غنى عنه إذا أنه يساعد بسهولة ويسر، على توصيل الحقائق العلمية وإيصال أسس المعرفة الجغرافية المناخية والحيوية للأذهان الناشئة في مجال الدراسة الجغرافية بعامة، فبدون الأسس والقواعد لا يمكن أن ينهض الصرح، أو تستقر الأصول عند المستجدين من طلاب هذه المعرفة. والكتاب الذي بين أيدينا الآن يعالج تلك الأسس بوسطية لا بشيء من الاقتضاب ولا بشيء من التفصيل وذلك لكي يستفيد منه الطالب المبتدئ والباحث المتخصص.وقد كان هذا الإدراك الدافع الأساسي لإعداد هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف أن يقدم فيه موضوعات تتناول مناخ الأرض بشكل يعكس المجالات والأنظمة التي يشملها كما يقدم مجموعة من المعلومات الأساسية في هذا العلم ويقترح الطرق التي يمكن أن يستفاد بها ن هذه المعلومات، هذا بالإضافة إلى أنه يقدم فيه موضوعات تتناول الحياة النباتية والحيوانية الطبيعية وعلاقتها بالمناخ والتربة والتضاريس والإنسان الذي يعيش على سطح هذا الكوكب.ومن هذا المنطلق فإن الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية: أولها: يتناول دراسة المناخ كنظام يتكون من مجموعة من العناصر المناخية الرئيسية على سطح الأرض، ومحاولات تقسيمه إلى أقاليم مناخية، ثم دراسة الخصائص الهامة لكل إقليم منها. والثاني: يتناول المشكلات المناخية وعلاقة المناخ بالبيئة فيما يعرف بالدراسة المناخية التطبيقية، وذلك لتأكيد أن علم المناخ بدأ منذ نشأته بداية تطبيقية، فما أن بدأ الإنسان يتنفس هواء جوه، ويتلمس الاختلافات بين أجزاء بيئته المحدودة، حتى شعر بضرورة البحث عن دور الظاهرات وتجنب مخاطرها.والثالث: يتناول دراسة الغطاءات النباتية الطبيعية والحيوانات البرية، وعلاقتها بالمناخ وعناصر البيئة الأخرى مثل التربة والتضاريس، وكذلك أهميتها الاقتصادية وتوزيعها على سطح الأرض. ويسبق هذه الأقسام الثلاثة أسس عامة-وهامة في نفس الوقت-تشمل تعريف علم المناخ وأهميته والدراسات المتصلة به وتطوره وفروعه، ودراسة الغلافة الجوى وخصائصه دراسة طبيعية مجردة، بالإضافة إلى دراسة العوامل الجغرافية المؤثرة في المناخ.