رؤى خلافية في التاريخ الاسلامي (الصراع بين الشعارات النظرية والتطبيقات الواقعية)

المؤرخ الاستاذ الدكتور فاروق عمر فوزي فوزي عراقي من الموصل. نال شهادة البكالوريس من جامعة بغداد، وشهادة الدكتوراه من جامعو لنذن تتلمذ على يد نخبة من المؤرخين العرب أمثال: عبدالعزيز الدوري، وصالح أحمد العلي، وجواد علي، ومن المستشرفين: مؤلفاتو بعض الكتب المترجمة الى اللغة العربية وشارك في الكتابة في داشرة المعارف الاسلامية والبريطانية والموسوعة الفلسطينية ومؤلفات مرجعية أخرى. أما الكتاب فعنوانه (رؤى خلافية في التاريخ الاسلامي الصراع بين الشعارات النظرية والتطبيقات الواقعية) ويضم قسمين: الأول تأملات والثاني : خواطر يليها ملاحق تتناسب مع مضمون الكتاب. ولعل القاسم المشترك بين بحوث ومقالات القسمين هو انها من وحي الربيع العربي مع أن بعضها كتبت قبل إرهاصات الربيع العربي وبعضها كتب أثناءه أما الهاجس الذي دفع المؤلف الى تدوين وانتقاء الموضوعات فهو حرية التفكير والتعبير له العامل الأهم وراء تقدم شعوب وتأخر شعوب اخرى فالانسان فيما يفكر به وليس فيما يطنانه هو ويا ويل لسلطة تكتب آراء مواطنيها لقد كانت مساجد ومدارس المدن الاسلامية تزدحم بالمثقفين ذوي الرآي والرأي الآخر ويخرج من ذلك الجدل اليومي الرأي الأصوب. فأين نحن من هذا. ان مباحث الكتاب توضح هذه الرؤى من خلال عناوينها التي تنناقش: حوار الحضارات وليس صدامها وحتمية التغيير في السلطة والمجتمع باعتباره ضروة وليس خيار وحاجة وليس ترف وشروط الشرعية وملامح الاستبداد في العصر الوسيط ومواقف الفرق والاحزاب الاسلامية في النظرية والتطبيق بل الاكثر من ذلك فإن ما ورد من مباحث عن مؤرخي عمان أمثال: العوتبي والأزكوي ونور الدين السالمي يندرج ضمن الاطار نفسه ذلك أن منهجهم كان توظيف التاريخ لتحقيق رؤيتهم في الاصلاح والتغيير والرد على المعادين لنهضة العروبة والاسلام وهذا المنهج نفسه هو منهج الطبري والبلاذري والجاحظ وغيرهم. وحينما ألف الكاشاني من علماء القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي كتابا اختار له عنوانا ذا دلالة هو فتور زمان الصدور وصدر زمان الفتور حيث لا يخفي ما في نفسه من أسى لجمودنا على مقولات تجاوزها الزمن وحينما يصف مؤرخ معاصر هو محمد توفيق حسين أوضاعنا الثفافية يشير الى تمسكنا بغرور لا سند الى الجهل بفرضيات تجاوزها البحث العلمي لقد آن الآوان لكي ننفتح على كل جديد ومفيد في الثقافة والعلم، إنه كتاب جدير بالقراءة.