العرب وإسرائيل شقاق أم وفاق

تسطيع حكومة من الحكومات لدولة من الدول ، أن توفر الأموال اللازمة لتحقيق مثل هذا اللقاء الذي حققه الداعية الإسلامية الكبيرة العلامة " أحمد ديدات" لمدارسة ومناقشة القضية الفلسطينية بمدينة "كيب تاون" بجمهورية جنوب إفريقيا، ولكن توفير القدرات والمواهب الفنية اللازمة لإنجاحه كما أنجحه العلامة الكبير" أحمد ديدات" أمر بعيد المنال بغير جدال إن لم يكن في نطاق المحال. يبدأ اللقاء بآيات من الذكر الحكيم ، فيرسل مقرئ شاب بصوت وقور جميل ما تيسر له من آخر سورة الفجر وأوا سورة البلد ويخيل إلى المشاهد أنه في بلد عربي عريق في عروبته ، وليس في جنوب إفريقيا. ثم مدير اللقاء في قوة شخصيته ووفرة ثقافته ، وسلامة لغته العربية مع لكنة خفيفة تكاد تنم عن جنسية غير عربية ، إلى طلاقته الواضحة في اللغة الإنجليزية كل هذا أشياء تجعله جديرا بإدارة لقاء ثقافي رفيع المستوى مثل هذا اللقاء . يدل كل شئ إذن على إمكانات نجاح باهر لهذا اللقاء العظيم حيث تتضافر على إنجاحه عبقرية المكان مع عبقرية الإنسان. وتتمثل عبقرية المكان في أنه آخر مكان يخطر على بال إنسان أن يعقد فيه لقاء لمناصرة ومؤازرة قضية العرب الكبرى في فلسطين. وتتجلى عبقرية الإنسان فيما سيشهده القارئ الكريم على صفحات هذا الكتاب من إبداع فكري تبارى فى إزجائه إلى المشاهدين كل من العلامة "أحمد ديدات" وعضو الكونجرس الأمريكي السابق "بول فندلي