لأنه كان قد بلغ 70 عاما، ولأن قدميه ما عادتا تستطيعان حمله، ولأنه لم يكن يقدر أن يعيش دون أن يلعب بالألوان، فإن هنري ماتيس ثبّت قلم فحم في عصا طويلة، وراح وهو نائم في سريره يرسم، بكل تهور الأطفال، على حيطان الغرفة.ولأنه لم يعد له أب أو أم أو أخ كبير، فلم يقل له أحد: "ولد يا هنري، سنقص لك أصابعك كفاية، أنت وسخت الحيطان."أبي، هو ا...
قراءة الكل
لأنه كان قد بلغ 70 عاما، ولأن قدميه ما عادتا تستطيعان حمله، ولأنه لم يكن يقدر أن يعيش دون أن يلعب بالألوان، فإن هنري ماتيس ثبّت قلم فحم في عصا طويلة، وراح وهو نائم في سريره يرسم، بكل تهور الأطفال، على حيطان الغرفة.ولأنه لم يعد له أب أو أم أو أخ كبير، فلم يقل له أحد: "ولد يا هنري، سنقص لك أصابعك كفاية، أنت وسخت الحيطان."أبي، هو الآخر، فنان كبيرأكره قوس قزح.أخاف منه. أخبئ عيني في المرات النادرة التي يلون فيها وجه السماء. أحمر. أزرق. أخضر. أصفر. برتقالي. بنفسجي.كنت الطفل الوحيد في العالم الذي يكره قوس قزح.أبي كان يمسك دائما خيزرانة. لم أره أبدا من دون خيزرانة. كأنها إصبع طويل نابت في يده.وسيلة التفاهم مع الكلاب، والبهائم، و.... أمي.