بحمد الله وفضله امتدت رحلتي مع الإدارة مسيرة خمسين عاماً أو أكثر قليلاً حفلت من الأنشطة والفعاليات أنجزت خلالها بما اتاحه الله لي نم علم العديد من الكتب والمقالات وشاركت خلالها في المئات من اللقاءات والندوات والمؤتمرات وعانيت أثنائها من حالات إحباط وتوتر كما سعدت فيها بمواقف انجاز وتوفيق. ولعل أفضل ما أتوج به هذه الرحلة عناصر لف...
قراءة الكل
بحمد الله وفضله امتدت رحلتي مع الإدارة مسيرة خمسين عاماً أو أكثر قليلاً حفلت من الأنشطة والفعاليات أنجزت خلالها بما اتاحه الله لي نم علم العديد من الكتب والمقالات وشاركت خلالها في المئات من اللقاءات والندوات والمؤتمرات وعانيت أثنائها من حالات إحباط وتوتر كما سعدت فيها بمواقف انجاز وتوفيق. ولعل أفضل ما أتوج به هذه الرحلة عناصر لفلسفة إدارية جامعة تضم تصورا محددا لمجموعة الأهداف الاستراتيجية والمبادئ الهادية لعمل المدير في أي موقع ومجال للنشاط لتكون أساسا ينطلق منه في العمل من اجل تحقيق أهداف المنظمة وتوقعات أصحاب المصلحة فيها وتستند هذه الفلسفة الإدارية الي رؤية واضحة للتحولات الجذرية المحلية والإقليمية التي وقعت خاصة خلال عقود النصف الثاني من القرن الماضي والتي لا تزال مستمرة وسوف تتواصل باستمرار وإن كانت في مجالات مختلفة وبمعدلات متباينة ومن ثم بتأثيرات غير التي وقعت في الماضي وتستند هذه الفلسفة الإدارية إلي ادراك واع لطبيعة الدور الخطير الذي تلبعة الإدارة في نمو الامم وتقدم الشعوب واالامال المعقودة علي منظومة الإدارة في جميع المواقع والمستويات لقيادة حركة التغيير واعادة البناء التنظيمي وتهيئه المنظمات للتعامل بكفاءة وفعالية مع الظروف والمتغيرات المتطورة باستمرار وتدرك هذه الفلسفة الادرية السمة الرئيسية للعصر الذي نعيشة والتي يجب أن يتهيأ لها ويتعامل معها كل مدير وهي التطورات التقنية بالغة التأثير والسرعة وسيادة تقنيات الاتصالات والحاسبات الالكترونية والمعلومات وبزوغ عصر المعرفة والتاكيد علي اندماج العلم والتقنية في النسج الذاتي لكافة المنظومات المجتمعية كذلك تدرك هذه الفلسفة الإدارية ما يتميز به العصر الجديد من الانفتاح والتداخل بين المنظومات والدول والمجتمعات بتأثير تقنيات المعلومات والاتصالات سريعة التطور وما يتحقق من فرص ومخاطر نتيجة التركيز المتصاعد علي قضايا تحرير التجارة الدولية نتيجة لاتفاقيات الجات وقيام منظمة التجارة العالمية وحالة العولمة التي تكرست عبر السنوات القليلة الماضية وتتداعي فيمها الحواجز بين الدول والمجتمعات وتتصاعد فيها تاثيرات البعد الزماني والمكاني ويتحول العالم فيها الي قرية صغيرة واحدة. أن هذه الفلسفة الإدارية تؤمن أن التفاعل الايجابي والتعامل المباشر مع متطلبات عصر المعرفة والتقنية العالية والعولمة هو التحدي الرئيسي والمعلم البارز أمام كل من يتولى مسئولية العمل الإداري في أي موقع وعند أي مستوي وتري هذه الفلسفة الإدارية إن اقتحام المشكلات بفكر جديد والتماس الحلول لها بالاعتماد علي نتائج البحث العلمي وتطبيقات التطوير التقني هي الآلية الأهم لمدير عصر المعرفة فلم يعد هناك مجال للتجربة والخطأ كما لا يتسع الوقت للتردد أو الاعتماد علي الخبرات الذاتية المنفردة او المنغلقة للمدير بل عليه أن يأخذ بأسباب العلم ويطلب معرفة المختصين ويقوم هو بتنسيق الأفكار والحلول ويدمجها في إطار استراتيجي متكامل يأخذ بعين الاعتبار الظروف الذاتية للمنظمة وطبيعة الفرص والمعوقات في المناخ المحيط.