يقوم علم الاجتماع الطبي على محاولة تطبيق النظريات، والمناهج السوسيولوجية على ميدان الطب كنظام اجتماعي، كما يتضمن هذا الفرع دراسة تصورات الناس عن الصحة والمرض. بمعنى آخر يتناول علم الاجتماع الطبي الميدان الصحي بوصفه نظاماً اجتماعياً ثقافياً، أي بوصفه مجموع المؤسسات النظامية التي تستهدف إشباع احتياجات الناس إلى المحافظة على الصحة ...
قراءة الكل
يقوم علم الاجتماع الطبي على محاولة تطبيق النظريات، والمناهج السوسيولوجية على ميدان الطب كنظام اجتماعي، كما يتضمن هذا الفرع دراسة تصورات الناس عن الصحة والمرض. بمعنى آخر يتناول علم الاجتماع الطبي الميدان الصحي بوصفه نظاماً اجتماعياً ثقافياً، أي بوصفه مجموع المؤسسات النظامية التي تستهدف إشباع احتياجات الناس إلى المحافظة على الصحة ومقاومة المرض.وقد ظهر هذا المصطلح (علم الاجتماع الطبي) في أوائل القرن العشرين لأول مرة، واقتصرت دائرة اهتمامه على دراسة التأمينات الاجتماعية والرعاية الصحية للقطاعات والطبقات الفقيرة في الشعوب الأوروبية والأمريكية.وقد ظهرت قبل ذلك حوالي عام 1850 محاولات من جانب بعض الأطباء للاهتمام ببعض النواحي الاجتماعية في ممارسة مهنة الطب وفي تدريس العلوم الطبية. ثم ظهرت بعد ذلك الاهتمامات بالصحة العامة والطب الوقائي وما كان يعرف بالطب الاجتماعي، وذلك من خلال جهود جوتشتاين Gottstein، وتيليكي Teleky، وجروتيان Grotjahn. وكان ميدان الصحة العامة Social Hygiene يهتم في المقام الأول بالأمراض الاجتماعية، وهي تعني الأمراض الواسعة الانتشار التي يتطلب القضاء عليها ومكافحتها إمكانيات تتجاوز حدود الإمكانيات الفردية، والتي بدا من الممكن آنذاك أنه يمكن وقاية الناس من شرورها تماماً (ومن هذه الأمراض: السل الرئوي، والأمراض التناسلية، والروماتيزم، وانضم إليها في عصرنا الحاضر السرطان وأمراض الدورة الدموية). ويلعب الدور الأول والأهم في مكافحة هذا النوع من الأمراض مراعاة بعض الأمور والاحتياطات المادية (كالتطعيمات المناسبة، والسموم المرتبطة بممارسة مهن معينة، والظروف السكنية السيئة...إلخ). على حين يهتم علم الاجتماع الطبي بدراسة الجوانب والاعتبارات غير المادية، ذات الطبيعة الاجتماعية الثقافية، مما جعله يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأهداف الطب السيكوسوماتي (الجسمي النفسي) الحديث.أما الطب الاجتماعي Social Medicine فيركز الجانب الأكبر من اهتمامه على دراسة العلاقات بين التشريع والطب (مثل عمليات منح الشهادات والتقارير الطبية). ومن ثم يتضح أن رسالة علم الاجتماع الطبي ومجال اهتمامه يتجاوز بكثير حدود اهتمام الصحة العامة والطب الوقائي وكذلك حدود اهتمام الطب الاجتماعيوقد تضمن الكتاب بابين وهي على النحو التالي :الباب الأول: دراسات في الصحة والمرضالفصل الأول : علم الاجتماع الطبيالفصل الثاني : الإتجاهات الحديثة في دراسة التنظيمات الطبيةالفصل الثالث: الاتجاهات الحديثة في دراسة الطب الشعبي التقليديالفصل الرابع: مساهمة العلوم الاجتماعية في مجال الوقاية والرعاية لمرض فيروس العوز المناعي "الإيدز"الفصل الخامس: الخريطة الاجتماعية للصحة والمرضالفصل السادس: التمييز بين الذكر والأنثى. نموذج الرعاية الصحيةالفصل السابع: دراسة أنثروبولوجية للممارسات الطبية الشعبية في الريف المصري. دراسة ميدانية في قرية مصريةالفصل الثامن : الإسهال عند الرضع والأطفال بمدينة القاهرة. دراسة أنثروبولوجية للإطار الاجتماعي للإصابة والعلاجالفصل التاسع : المدخل الأنثروبولوجي والتثقيف الصحيالباب الثاني: دراسات في البيئةالفصل الأول : الأبعاد الاجتماعية في مجال البيئةالفصل الثاني : دراسات حديثة في الأنثروبولوجيا البيئيةالفصل الثالث : تلوث البيئة في المجتمع المصري. رؤية تحليلية لأوراق ندوة المخاطر البيئيةالفصل الرابع: تلوث الماء والغذاء. السياق الاجتماعي والثقافي في عزبة خير الله بمصر