تشكل مظاهر العنف والعدوان والتعصب منظومة من التحديات التاريخية التي تواجه المجتمعات الإنسانية والعقل الإنساني في العصر الحديث. وتشهد الحياة السياسية والاجتماعية العالمية اليوم انفجار موجات رهيبة من التعصب بمختلف أشكاله السياسية والاجتماعية والثقافية. ولا يكاد المشهد الاجتماعي والثقافي العربي يخلو من صور محزنة لواقع التعصب والعنف...
قراءة الكل
تشكل مظاهر العنف والعدوان والتعصب منظومة من التحديات التاريخية التي تواجه المجتمعات الإنسانية والعقل الإنساني في العصر الحديث. وتشهد الحياة السياسية والاجتماعية العالمية اليوم انفجار موجات رهيبة من التعصب بمختلف أشكاله السياسية والاجتماعية والثقافية. ولا يكاد المشهد الاجتماعي والثقافي العربي يخلو من صور محزنة لواقع التعصب والعنف الذي يتأجج لهيبه في عمق الحياة العربية سياسياً ودينياً واجتماعيا.وإذا كان التعصب الاجتماعي بأشكاله المختلفة يشكل الداء الذي يعبث بوجودنا الثقافي، والتحدي الذي يعصف بإمكانيات التنمية العربية بمختلف أشكالها، والنهوض الحضاري العربي بمختلف صيغه، فإن ذلك كله يستدعي من الباحثين والمفكرين العمل على دراسة مكامن هذا الداء وتحليله علمياً ووضعه أمام العقل، بمختلف جوانبه السياسية والاجتماعية والثقافية، لبناء استراتيجية تربوية سياسية وثقافية يمكنها أن تقهر كل إمكانيات التعصب والنزعة إلى العنف، وأن تنتقل بالمجتمعات العربية من دوائر العنف والتعصب إلى تعزيز الجوهر التاريخي للإنسان بوصفه القيمة العليا، وتأكيد قيم التسامح والحرية بوصفها القيم التي تنطلق منها الأمم القوية وتنهض منها الحضارات العظيمة.