إن اللغة منهج للتفكير، ونظام للتعبير والاتصال. فهي إذن ليست مجرد «وسيلة» أو «أداة» للتعليم والتعلم. وليست مجرد «وعاء» لحفظ التراث الثقافي أو الحضاري للأمة، وإنما هي منهج فكري، يسم صاحبه بسمات فكرية خاصة. فالعربي الفصيح يتسم بطابع الشخصية العربية والثقافة العربية. والإنجليزي البليغ تتضح في شخصيته سمات الثقافة الإنجليزية، مع تنوع ...
قراءة الكل
إن اللغة منهج للتفكير، ونظام للتعبير والاتصال. فهي إذن ليست مجرد «وسيلة» أو «أداة» للتعليم والتعلم. وليست مجرد «وعاء» لحفظ التراث الثقافي أو الحضاري للأمة، وإنما هي منهج فكري، يسم صاحبه بسمات فكرية خاصة. فالعربي الفصيح يتسم بطابع الشخصية العربية والثقافة العربية. والإنجليزي البليغ تتضح في شخصيته سمات الثقافة الإنجليزية، مع تنوع أطيافها، وكذلك الأمر مع الفرنسي، والألماني...إلخ.لذلك فإن النظم التعليمية التي تعلم باللغات الأجنبية وتهمل اللغة العربية، تنقل الأطفال بالتدريج وبثبات إلى ثقافات اللغات التي تعلموا بها، وتبني شخصياتهم على نمط الشخصية الخاصة باللغة التي تعلموا بها، وتبعدهم بالتالي عن الثقافة العربية الإسلامية وعن الشخصية النموذج لهذه الثقافة، وهي بهذا تسهم في إحداث الشروخ الاجتماعية والصراع الاجتماعي، وتضرب التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية في الصميم.للاعتبارات السابقة فإن من أهم أهداف هذا الكتاب ما يأتي:1.التعرف على مفهوم اللغة ومراحل اكتسابها، ودورها باعتبارها «منهج للتفكير» و «نظام للتعبير والاتصال».2. التعرف على نظريات اللغة والاتجاهات الحديثة في تدريسها.3. إدراك أهمية اللغة العربية وخصائصها التي تميزت بها.4. إدراك دور معلم اللغة العربية ومسؤوليته في الحفاظ على ثقافة الأمة وخصوصيتها.5. اكتساب الاتجاهات الإيجابية نحو التدريس عموماً، وتدريس اللغة العربية على وجه الخصوص.6. إدراك أهمية فنون اللغة العربية: الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة، والقواعد، والمحفوظات، والأناشيد، وأهمية العلاقات والارتباطات بين هذه الفنون ومهاراتها.7. وضع الخطة المناسبة لكل درس في كل فن من فنون اللغة العربية بما في ذلك من أنشطة ووسائل مساعدة.8. اكتشاف القدرات اللغوية لدى التلاميذ والإسهام في تنميتها وصقلها.9. تعرف الأهداف العامة لكل مقر من مقررات اللغة العربية والأهداف الخاصة لكل درس.10.تعرف طرائق التدريس المناسبة وتوظيفها في تدريس فنون اللغة العربية.11.تعرف وسائل وأساليب التقويم المناسبة في تعليم اللغة العربية.12. استخدام التقويم في تطوير منهج تعليم اللغة العربية من حيث الأهداف والمحتوى وطرائق التدريس... إلخ.لكل ما سبق جاء هذا الكتاب في عشرة فصول:الفصل الأول: عن ثقافة التلميذ العربي في عصر العولمة ؛ باعتبار الثقافة الإطار المرجعي للتربية والتعليم عامة، وللغة العربية على وجه الخصوص.الفصل الثاني: عن المهارات اللغوية لطفل المدرسة الابتدائية وما قبلها وكيفية تنمية المهارات اللغوية لدى أطفالنا.الفصل الثالث: عن نظريات تعليم وتعلم اللغة للتلاميذ، وكيف يكتسب التلميذ اللغة.الفصل الرابع: عن اللغة كمنهج للتفكير ونظام للتعبير والتواصل، وليست مجرد أداة أو وسيلة أو وعاء.الفصل الخامس: عن فن الاستماع ومهاراته وكيفيات تدريب التلاميذ عليه.الفصل السادس: عن الطفل، كيف يتكلم وكيف يشارك في الحديث.الفصل السابع: عن التلميذ كيف يقرأ ويستمتع بالقراءة.الفصل الثامن: عن أدب الأطفال: شعراً ونثراً وقصةً وأناشيداً ومحفوظات... إلخ.الفصل التاسع: عن كيف ننمي مهارات الكتابة لدى التلاميذ.الفصل العاشر: عن الأنماط اللغوية والقواعد النحوية اللازمة للمتعلم كي تستقيم لغتهم استماعاً، وكلاماً، وقراءةً، وكتابةً.