أبواب المدينة

كان رجلاً وكان غريباً، لم يرد قصته لأحد، لم يكن يعرف أنه قصة تروي... كان رجلاً وكان غريباً، لا يذكر كيف بدأت حكايته، لأنه لا يعرف، رأى نفسه وسط الحكاية ولم يسأل كيف بدأت... كان رجلاً وكرجل مشى إلى موته، رأى موته على مقربة من يديه، لكنه مشى، كان يمشي ويسأل ولم يجاوبه أحد، ثم وقف وصار يجاوبه، لم يكن يعرف الأجوبة لكنه كان يجاوب. قيل أنه احترق، وقيل أنه ذاب فوق القبر، وقيل، لكن المدينة التي أتى إليها من أمكنة بعيدة غابت. قيل أنها غارت في العيون، وقيل أنها ذهبت إلى البحر وقيل أنها اشتعلت في الغابة وقيل. لكنها غابت ولم يعد البحث عنها ممكناً، لم تعد المدينة ممكنة ولم يعد الرجل.