"حين كانت حاملاً بالصبي كانت تقول: أنا حبلى وبطني منتفخ فلا تستطيع الاقتراب مني. ولما ولدت ابنها صارت تقول: ثدياي ممتلئان حليباً، وابني رضيع فلا تستطيع الاقتراب مني. ولما كبر ابنها ومشى باتزان وثقة صارت تقول: قلبي على ابني أخاف عليه أن يخرج ولا يعود. أخاف عليه من سيارة أو دابة أو حفرة أو ضربة شمس او لفحة برد، فلا تستطيع الاقتراب...
قراءة الكل
"حين كانت حاملاً بالصبي كانت تقول: أنا حبلى وبطني منتفخ فلا تستطيع الاقتراب مني. ولما ولدت ابنها صارت تقول: ثدياي ممتلئان حليباً، وابني رضيع فلا تستطيع الاقتراب مني. ولما كبر ابنها ومشى باتزان وثقة صارت تقول: قلبي على ابني أخاف عليه أن يخرج ولا يعود. أخاف عليه من سيارة أو دابة أو حفرة أو ضربة شمس او لفحة برد، فلا تستطيع الاقتراب مني، ولما كبر ابنها صارت تقول: أخاف عليه من غدر الزمان فالزمان غادر، فلا تستطيع الاقتراب مني".
"أهل الظل" رواية تتجسد فيها أوهام النفس الخائفة من المجهول والتائقة إلى الاستقرار العائلي، هذا الاستقرار الذي يتجسد بحب الكاتب إلى تكوين أسرة صغيرة ينعم معها بالحياة والسعادة في بيت صغير على حافة وادٍ هو بداية النهاية، نهاية هذه الأسرة التي طالما أرادها أن تعيش بالظل خوفاً عليها من الحياة. ولكن لا بد لأهل الظل أن يخرجوا إلى النور ليبحثوا عن الحياة بعيداً عن القوقعة بين جدران منزل.
