أحكام الالتزام في ضوء الشريعة الإسلامية-دراسة مقارنة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد خاتم النبيين، القائل صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) والقائل عليه الصلاة والسلام (أفضل العبادة الفقه)، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبع هداهم إلى يوم الدين، وبعد: فهذه محاضرات مختصرة في مقرر أحكام الالتزام ، وهي عبارة عن خلاصة منظمة لأحكام الالتزامات في ضوء الشريعة الإسلامية والأنظمة السعودية، بعيداً عن التكلف والحشو، والصرامة والتعقيد، ألقيتها على طلاب قسم الأنظمة، بكلية الاقتصاد والإدارة في جامعة المؤسس الملك عبد العزيز في جدة، خلال العام الجامعي 1431/1432هـ ، وذلك حسب المناهج الرسمية والمفردات المقررة في مادة أحكام الالتزام. وقد راعيت عند إعدادها الإيجاز في العرض، وسهولة العبارة، و حسن الترتيب، ليعم النفع بالكتاب ويسهل على الطلاب الأخذ منه. كما أنني قصدت عدم الوقوف كثيراً عند التفاصيل الثانوية، وفقاً للمرحلة الجامعية، وهذا حتى أجنب الدارس تشتت الفكر، وطغيان المسائل الفرعية على المبادئ الأساسية. وبالإضافة إلى ذلك، فإنني حرصت أن يكون هذا الكتاب على سبيل المقارنة للاستزادة الأكاديمية، مرتكزاً خاصة على نصوص بعض التشريعات المدنية العربية، وما خلص إليه فقهاء الشريعة الإسلامية الغراء في هذه المسائل. ونظراً للأهمية البالغة للاجتهادات القضائية، فإنني رأيت أن تكون هذه الدراسة حافلة بالأحكام القضائية المتوفرة في القانون المدني العربي والمقارن، إتماماً للفائدة العلمية المرجوة؛ وكذا لتقريب الفهم لأذهان الطلاب، ولمساعدتهم على اكتساب ملكة التأمل والاستنباط القانونيين، والإلمام بالكليات الجوهرية والقواعد العامة التي تحكم مادة أحكام الالتزام. وإني لأتوجه بالشكر إلى طلاب قسم الأنظمة، في كلية الاقتصاد والإدارة، في جامعة الملك عبد العزيز في جدة ؛ لما لمسته فيهم من حب وتقدير، واهتمام وتجاوب كبيرين مع المادة، رغم ما تتصف به من عمومية وتجريد، والله المستعان. كما أنني أتوجه بالشكر والعرفان الخالصين، إلى الأخوة القائمين والمشرفين على شؤون دار الثقافة للنشر والتوزيع، في عمان في المملكة الأردنية الهاشمية، تقديراً لمجهوداتهم الثقافية النبيلة، خدمة للحركة الأدبية والعلمية، والنهضة الحقوقية الشاملة في الوطن العربي. وقد أصبحت دار الثقافة فعلاً، منارة حقيقية، ساطعة ومشرقة للكتاب الأكاديمي الجامعي. وأدعو الله تبارك وتعالى، أن يحوز هذا الكتاب رضى المشتغلين بالقانون المدني، وأن يوفقنا إلى أداء واجبنا على نحو يرضيه؛ وهو الموفق إلى ما فيه السداد في القول، والإخلاص في العمل، إنه لطيف لما يشاء، وعلى كل شيء قدير.