d
شيكاجو - علاء الأسواني

شيكاجو

شيكاجو

شيكاجو.. هل هى مجرد مدينة على أرض الأحلام أم مكان يعج بالبشر من كل الأجناس المختلفة؟.. أم عالم ملئ بالأحداث السياسية والعاطفية والإجتماعية صبه المؤلف فى قالب هذا الكتاب؟! أياً كانت الإجابة على هذا التساؤل فسنعرفها في رواية الأديب المتميز "علاء الأسوانى" الجديدة ،وكعادته هى ليست مجرد رواية ولكنها حياة مليئة بالبشر.. فتاة تعدت ال... قراءة الكل
أضف تقييم
رواية ضخمة و تتناول العديد من المواضيع، أهمها أسباب هجرة المواطن من وطنه إلى بلد آخر هو بالأصل " مُستوطن" يركز الكاتب في بداية الرواية على تاريخ " شيكاجو" و هي المسلوبة من سكانها الأصليين، أغلبية الشخصيات في الرواية هاجروا أو بالأحرى هربوا من نظام ديكتاتوري مستبد في وطنهم لا يسمح بالعيش الكريم و لا العلم و الدراسة و لا حتى الحُلم بالحرية. بلدان الغرب دائما ما تبدو للعربي المقهور في بلده جنة و نعيم. أهم ما يطمح له الإنسان هو الحرية لكنها تكون أحيانا مكلفة خاصة حين يتذوقها الراغب فيها و يعشقها و يتشبت بها لكنها في نفس الوقت تُذيقه مرارة الغربة، العنصرية... تختل المفاهيم و يختل الإيمان او بالاحرى يَشك المهاجر فيما تعلمه و تربى عليه حين يعيش في مجتمع متطور مُخالف تماما لما عرفه في وطنه الاصلي كما حصل مع شخصية " شيماء" في الرواية. و الشك يؤدي إلى اليقين. و حين ينشط العقل يفكر، يقارن، يسأل خاصة إذا كان في بلد يرحب باستخدام العقل. مواضيع الرواية كثيرة جدا و لم أذكر الا القليل منها. هناك ( الطب، الاعتقال، التعذيب، العنصرية، الجنس، المخدرات، الثورة، النضال، المرأة و استغلالها، الدين، الحب، الديانات، الغش، الإجهاض، السياسة،....) وزَّعها الكاتب على عدة شخصيات في السرد أهمُّها: -جون جراهام: دكتور أمريكي و أستاذ بجامعة " إلينوى "، ناشط يساري جمعوي و مناضل ضد النظام الرأسمالي، و هو من قال " الإحصاء طريقة صادقة لرؤية العالم..إنه ببساطة علم المنطق عندما يطير بجناحين: الخيال و الأرقام! " ص 185 و هو القائل أيضا: " لقد اخترع الإنسان الأديان ليتغلب على خوفه من المجهول! " ص 192 -دنيس بيكر: بروفسور بنفس الجامعة، قوي الشخصة، و نزيه. مسيحي بروتستانتي و لا يرى فرق بين الأجناس المختلفة، عالم هيستولوجي و باحث في مجال الخلايا، اخترع تقنيات جديدة في تصوير الخلايا. -أحمد دنانه: معيد بالجامعة و رئيس اتحاد الدارسين المصريين في أمريكا، يهتم فقط لمنصب سياسي، علاقاته لمباحث أمن الدولة و تجسسه على الطلبة هي سبب ترقيته، خبيث و يحلل دينيا كل أفعاله المُشينة مع زوجته أو الطلبة، بخيل و منافق و غشاش... القائل : " لقد أجمع فقهاء السنة على وجوب طاعة المسلمين للحاكم حتى لو ظلمهم، ما دام ينطق بالشهادتين و يؤدي الصلاة في أوقاتها.." ص 131 -كرم دوس: مصري قبطي و دكتور و أستاذ جراحة القلب، يعيش في أمريكا و مصر في قلبه لا تبرحُه، و هو القائل لناجي : " الحياة في أمريكا يا ناجي مثل الفاكهة الأمريكية، مُغرية و براقة من الخارج، لكنها بلا طعم! " ص 214 " كل نجاح خارج الوطن يظل ناقصا" ص 214 -ناجي: شاعر و طالب يدرس الطب في إلينوى، يحب وطنه، لا يقبل الإهانة، مناضل ضد النظام الاستبدادي بمصر، شاعر و لا يسعى للشهرة و هو القائل: " الشهرة ليست مقياسا لنجاح الأديب..هناك أدباء مشهورون بلا قيمة، و أدباء عظام لا يعرفهم الناس. " ص 234 -شيماء: طالبة ممتازة و متدينة إلا أنها حياتها في أمريكا زعزعت معتقداتها " إن الشهور التي قضتها في شيكاجو جعلتها تفكر في حياتها بطريقة مختلفة..الثوابت التي نشأت على تقديسها بدأت تساورها شكوك حولها..هل سيحاسبنا الله نحن المسلمين بطريقة و يحاسب الأمريكيين بطريقة أخرى؟ هؤلاء الأمريكيون يقترفون الكبائر جميعا..يزنون و يمارسون الشذوذ بأنواعه، يلعبون القمار و يحتسون الخمر..لكن ربنا سبحانه و تعالى لا يبدو غاضبا عليهم..لأنه بدلا من عقابهم على المعصية منحهم الثروة و العلم و القوة حتى أصبحوا أكبر و أقوى دولة في العالم..لماذا يعاقبنا الله نحن المسلمين عندما نقترف الذنوب في حين يتساهل مع الأمريكيين؟ " ص 229-230 و من مِنا لم يسأل نفس السؤال و بعد ذلك نستغفر الله و نلعن الشيطان كما فعلتْ شيماء. -صفوت شاكر: مستشار بالسفارة المصرية مهمته و مهنته متابعة شبكات التجسس و اتجاهات الرأي العام، قمع الطلبة و اعتقال كل مخالف للنظام، يجمع كل الصفات الغير انسانية، معذب لآلاف المعتقلين المناضلين في مصر بأبشع الطرق. -محمد صلاح: أستاذ في كلية الطب في شيكاجو، " وطأة الحنين قد سحقته، و أنه نادم حتى الموت على الهجرة..." ص 338 يَحن إلى مصر و حبيبته " زينب " أيام الجامعة بمصر، زينب رفضت الهروب من الوطن و تحملته بكل ما فيه رغم قساوته عليها و صلاح هرب من الوطن إلى حياة أفضل، اتصح له من بعد أنها لم تجلب له السعادة. فأصبح يعيش في حلم و عالمه اللاواقعي و لوحده، لم يستطع إسعاد زوجته الأمريكية، يلجأ لطبيب نفساني لكن ذلك لم ينفعه. #اقتباسات " يقاتل الجندي أعداءه بضراوة، يتمنى لو يفنيهم جميعا..لكنه إذا قُدِّر له، مرة واحدة، أن يعبر إلى الجانب الآخر و يتجول بين صفوفهم، سيجدهم بشرا طبيعيين مثله، سيرى أحدهم يكتب خطابا لزوجته، و آخر يتأمل صور أطفاله، و ثالثا يحلق ذقنه و يدندن..كيف يفكر الجندي حينئذ؟..ربما يعتقد أنه كان مخدوعا عندما حارب هؤلاء الناس الطيبين و عليه أن يغير موقفه منهم..أو ربما يفكر أن ما يراه مجرد مظهر خادع.." ص 54 --- " عندما جاء نابليون إلى مصر و تظاهر باحترام الإسلام، أيده المصريون و نسوا أنه استعمر بلادهم. " ص 307 ------ رواية شيكاجو / علاء الأسواني
اكتشف كتب جديدة



احصائيات

1
0
0
0
0
أفضل القراء


لا توجد أي بيانات حاليا..