إن التجريب مع الابتكار، ليس صرعة تعدية بالنسبة للروائي حنّا مينه، بل هو هدف يسعى إليه جاهداً، وقد تعدد وتنوع في رواياته التي كتبها حتى الآن ويمكن التأكد من ذلك من خلال الرجوع إلى هذه الروايات خاصة ما صدر منها السنوات الأخيرة، ففيها تقلص مساحة السرد ليتسع مجالها للحوار الذي يرى فيه حنّا مينه، تعبيراً أعمق عن الذات، وهذا النهج ليس...
قراءة الكل
إن التجريب مع الابتكار، ليس صرعة تعدية بالنسبة للروائي حنّا مينه، بل هو هدف يسعى إليه جاهداً، وقد تعدد وتنوع في رواياته التي كتبها حتى الآن ويمكن التأكد من ذلك من خلال الرجوع إلى هذه الروايات خاصة ما صدر منها السنوات الأخيرة، ففيها تقلص مساحة السرد ليتسع مجالها للحوار الذي يرى فيه حنّا مينه، تعبيراً أعمق عن الذات، وهذا النهج ليس اتباعاً للروائية التي دعا إليها توفيق الحكيم، وإنما هو محاولة في الرواية، تخرج السرد بالحوار، وتعطي للشخصيات أن تقول سريرتها في مكاشفة تنبني على أرحب مدى من الحرية وانطلاقاً من هذه الرؤية يمكن القول بأن رواية حنا مينه "النجوم تحاكم القمر" هي رواية ومسرحية معاً، فمن شاء أن يقرأها رواية ففي وسعه ذلك، ومن شاء أن يقرأها مسرحية ففي وسعه أن يفعل. ونحن لا نقارب موضوع الرواية، في هذا الإيضاح، فالغاية منه تستعلن عبر السطور، ولكن هذه المحكمة الاستثنائية، التي تنظر من قضية استثنائية، تخرج، كثيراً أو قليلاً، عن أصول المحاكمات، ولا تتغير بأعراقها. ففي هذه الرواية المتخيلة رغم واقعيتها، بعض تجاوز في التعبيرات المسوقة من قبل هيئة المحكمة، والمدّعين، والشهود، وممثلي النيابة والادّعاء والدّفاع، خلال النظر في أغرب قضية، لأغرب حادثة وأغرب اتهام