يبرز هذا الكتاب أن حكمة الله في خلقه أن يعرضهم للاختبار حبًّا بهم ورعاية لهم، فالعباد ليسوا في منأى عن وخزات الرحمة التي تهدي الضال، وتنبه الغافل، وتقيم الحجة على الكافر ويوضح أن الابتلاء فرصة لمراجعة حسابات مضت، ووقفة أمام تطلعات لمستقبل آت مؤمل فالابتلاء يزيد الرجال نضوجًا وصلابة، والدعاة الصادقين ثباتا وعمقا، ولن يكون الابتلا...
قراءة الكل
يبرز هذا الكتاب أن حكمة الله في خلقه أن يعرضهم للاختبار حبًّا بهم ورعاية لهم، فالعباد ليسوا في منأى عن وخزات الرحمة التي تهدي الضال، وتنبه الغافل، وتقيم الحجة على الكافر ويوضح أن الابتلاء فرصة لمراجعة حسابات مضت، ووقفة أمام تطلعات لمستقبل آت مؤمل فالابتلاء يزيد الرجال نضوجًا وصلابة، والدعاة الصادقين ثباتا وعمقا، ولن يكون الابتلاء شرًّا بالمؤمنين أبدًا، فهو خير يسوقه الله لعباده ليعودوا إليه، وقد علتهم عزة الإيمان التي يمتلكونها ولو كانت السياط اللاهبة تأكل من أجسادهم، والأطواق تحيط برقابهم والسلاسل تقيد أيديهم وأرجلهم، وأعناق الأعداء مشرئبة تنتظر سقوط القلاع الشامخة، وما هي إلا لحظات في عمر الزمن حتى نرى أنها ما زالت على شموخها وقد سقط كل ما حولها وتحول إلى رماد لأن الله يريد ذلك، كما يبرهن على ذلك ويسوق أقسى دروس الابتلاء التي تعرضت لها الدعوة الإسلامية على مدى تاريخها الطويل ألا وهو حادث الإفك، ومع ذلك فقد كانت خيرا، ولم تكن شرًّا في الحساب الإلهي.