يجري الشيطان في ابن آدم مجرى الدم في العروق، والكيّس من وعي وساوسه وتنبه لمكائده فأعرض عنها كي لا تزل قدمه عن الصراط المستقيم الذي حدد الله سبحانه وتعالى له من خلال الكتاب والسنة. ومساعدة للمؤمن للتنبه لمكائد الشيطان هذه لاجتنابها خط الإمام ابن قيّم الجوزية هذا الكتاب الذي يبين سبل الخلاص من الوسواس الخناس، والتي دوّنها بشكل موس...
قراءة الكل
يجري الشيطان في ابن آدم مجرى الدم في العروق، والكيّس من وعي وساوسه وتنبه لمكائده فأعرض عنها كي لا تزل قدمه عن الصراط المستقيم الذي حدد الله سبحانه وتعالى له من خلال الكتاب والسنة. ومساعدة للمؤمن للتنبه لمكائد الشيطان هذه لاجتنابها خط الإمام ابن قيّم الجوزية هذا الكتاب الذي يبين سبل الخلاص من الوسواس الخناس، والتي دوّنها بشكل موسع في كتابه "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" وقد اختير من هذا الكتاب مقتطفات جاءت تجميعها في هذه الصفحات. وفيها الكثير من التفسير والفقه مع بعض الفتاوى التي تنفع المسلم بل هي ضرورية له.
وكما حمل الكتاب عنوان وساوس الشيطان، كذلك دار الفصل الأول حول مكائد الشيطان التي يكيد بها ابن آدم من الوسوسة المؤدية إلى الهلاك والتخويف الداعي إلى الاستكانة أمام الشر وثم الكيد بآدم وحواء والكيد بتثبيط العزائم والوسوسة بالكلام الباطل والآراء المتهافتة والوسوسة بالظواهر اللفظية منتقلاً في الفصل الثاني للحديث عن شطحات جهال المتصوفة والتي هي من وسوسة الشيطان مثل التزيين باقتران الآثام وبالاغترار بالجاه الدنيوي أو بترك المرء نصيبه من الدنيا وبالاغراء بتقبيل اليد وبتعظيم الناس والوسوسة بترك الشرع الحنيف ليردد من ثم أخباراً لمن استولى عليهم الشيطان.
ويوضح الإمام ابن القيم في الفصل الثالث وجوه وساوس الشيطان في النية والطهارة والصلاة مثل وسوسته التي تؤدي إلى الإسراف في ماء الوضوء وبانتقاض الطهارة بالريح والبول إلى ما هنالك من وسواس تقلق المسلم عند ابتداءه إلى الوضوء ثم الصلاة مفسحاً في المجال لبيان كثير من المسائل الفقهية وآراء الفقهاء فيها في مسألة كل من النية والطهارة والصلاة منتقلاً من بعد ذلك إلى فعل خصصه الأخذ باليقين وترك الشدة في مسائل الطلاق والوضوء والطهارة، والاشتباه بالأواني (طهارتها) وفي اتجاه القبلة، وفي قضاء الصلاة غير المعنية، وفي البناء على اليقين موضحاً أخيراً القول في المسائل المختلف عليها.