بساتين عربستان

يستحيل أن يكون هذا مجرد كتاب لابد أنه بوابة لعالم آخر تجبر من يمسكه على دخولها أو ربما هو آلة زمن ! حتى عندما كنت أضطر لتركها أثناء القراءة كان كل ما أفعله بعيدًا عنها هو التفكير في تفاصيلها .. أسَرَتني بأحداثها وكل ما فيها تأثرت كثيرًا بقصة الجني الأزرق وذلك الفتى الذي وَعد بتحريره كيف له أن يستمر بالوفاء بوعد أعطاه لجني رآه مرة واحدة حتى بعد 30 عامًا ؟ عندما قال له : "نادني بأخي.." كانت تلك أجمل لحظة في القصة .. وهنان وذلك الشاب الذي ضحّت بنفسها من أجله .. نوارة .. رغم أنها لم تأخذ جزءًا كبيرًا من الكتاب إلا أني تعلقت بها كثيرًا وربما تكون هي أكثر من أحزنني عندما قُتلت أُعجبت بالعلاقة الجميلة التي بين أفراد كل عصبة وكيف كانت قائدة كل من العصبتان حكيمة .. وبالتأكيد لن أنسى أفسار عندما قالت لنازانين : "وإن تلاشيت من ذاكرتك يمكنك أن تستشعريني بقلبك.." تلك الجملة لازالت عالقة في ذهني إلى الآن وأسمعها كثيرًا وكأن شخصًا يقرئها بجانبي.. كل شخصية لها جمالها الخاص الذي غطّى عيوبها وكل جزء له جماله الخاص وعند اجتماعهم صنعوا كتابًا لم يسبق له مثيل في الجمال وروعة الأحداث من أكثر ما أعجبني في الرواية تسلسل الأحداث أحببت كثيرًا ذلك التشتت الذي أصابني لأنه قادني إلى عيش الأحداث بشكل أكبر في النهاية ولم أقاوم رغبتي في عيش الأحداث مرة أخرى .. ففور انتهائي منها بدأت بإعادة قرائتها أدهشني ترابط القصص ببعضها وأظن أن هذا الاندهاش بسيط مقارنة بما سيصيبني في الجزء الثاني لم أستمتع قط بقراءة شيء كاستمتاعي بقراءة بساتين عربستان .. بل لم أستمتع إطلاقًا بأي شيء فعلته في حياتي مقارنة بالاستمتاع الذي شعرت به مع هذه الرواية .. مهما قلت لن أوفيها حقها .. والـ5 نجوم لا تكفي حتى لتقييم صفحة من صفحاتها .. إن أردت إعطائها ما تستحق من نجوم لابد أنني سأصل لرقم فلكي .. أو رقم لم يكتشفه البشر بعد .. لن أقبل أي اتهام بالمبالغة .. فهذه الرواية تستحق مني أن أقول "من أجمل ما قرأت.. وما سأقرأ".