المناعة الفكرية

*أول ما صدر الكتاب وقرأت عنوانه شدني كثيرا وتشوقت جدا لقراءته, لكني لما عرفت أنه مجرد مقالات مجمعة أحبطت ولم أعد متشوقة لقراءته:/ , وبعد أن قرأته الآن تمنيت لو أعاد تنظيمه, ورتبه ككتاب ووضع له عناوين رئيسية تحتها عناوين فرعية وأثبتها بالفهرس, وأظن أن هذا سهل ولا يتطلب وقتا, وله دور كبير في في سرعة استيعاب القارئ وبقاء الأفكار الرئيسية مرتبة في ذهنه وقتا أطول, كما أنه يعطي شعورا باهتمام أكبر بالقارئ والمتلقي,, * أعجبني بالكتاب ترتيب الأفكار بتعدادات ونقاط غالبا,, * أعجبني بدء الكتاب بالمقال الأول بتشبيهات وأمثلة تقرب الصورة وتقنع القارئ,, * أعجبني بالكتاب أنه يكرر بعض الأفكار والألفاظ التي بها شيء من الجدة أكثر من مرة حتى تزداد رسوخا بالذهن, من الألفاظ: سوية (ن بداية الطريق لرفع سوية هذا الخطاب), والفاقهين (وهذا الاتجاه في الحقيقة هو سبيل المؤمنين الفاقهين), والأفكار: شدة حاجة العقل إلى المعرفة, و اللغة ناقل غير كفء وغيرها,, * بالنسبة لقضية الذكاء والمعرفة ـ التي كثيرا ما يكررها د.بكار في كتابه هذا وكتبه الأخرى ومحاضراته ودوراته ـ : لا أدري هل الأغلبية الآن لا يؤمنون بأهمية العلم والمعرفة بينما يؤمنون بأهمية العقل والتفكير والذكاء لذا يكثر من التركيز على أهمية المعرفة مقابل الذكاء؟! لا شك أن كلاهما مهمين, لكني أعتقد أن الحاجة للتركيز على أهمية التفكير أكثر من التركيز على أهمية المعرفة, الكثير الآن لديه جزء بسيط من المعرفة ولو نمى مهارات تفكيره لاستطاع الاستفادة من المعرفة التي لديه بشكل كبير, د.بكار مثلا كثيرا ما يكرر نفس المعارف التي توصل إليها من خلال التفكير أولا, ثم من خلال التفكير ثانيا يستخدم نفس المعارف في مواطن مختلفة لحاجات واستدلالات مختلفة! *وبالنسبة لـ (اللغة ناقل غير كفء) تعبير لطيف جديد بالنسبة لي على الأقل, دائما تتهم العقول والأفهام أنها مختلفة لا اللغة! *غالب الكتاب يخاطب المثقفين والمفكرين والمصلحين وصناع الخطابات, وأعجبني اللفتة لعمل يستطيعه أي أحد في نهاية المقال الثالث: ((لماذا لا يقوم هؤلاء بتشكيل دوائر تطوّعيّة بسيطة لإجراء مسوحات واستطلاعات للواقع المسلم في بيئتهم الخاصّة من أجل توفير الأرقام الضروريّة لفهم أوضاعنا وإصلاحها؟!)) *في مقال في وجه التبسيط, أعجبني جدا مراجعته وتحليله لما قيل عن عمر بن عبد العزيز وقضاءه على الفقر, بالنسبة لما ذكره في النقطة السادسة أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والخلفاء الأربعة أفضل منه ولم يحققوا ما يُزعم أنه حققه, وما ذكره عن قصر مدة خلافته, ربما يُقال أنهم هيئوا له هذا, فمجيئه للخلافة بعد قرابة قرن من قيام الدولة الإسلامية وتغيير وتأثير الإسلام في حياة المسلمين في ذلك الوقت ساعده على قطف الثمار والنتائج, فلا شك أن المساهمة في انتشار الإسلام بأكبر شكل ممكن فضيلة, ولاشك أنه انتشر أيام الخلافة الأموية أكثر من انتشاره أيام خلافة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين, مع أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والخلفاء الراشدين أفضل من الخلفاء الأمويين! *في مقال خطاب تبليغي: ذكر أنه للعوام, وأنا أتسائل هل يوجد حاليا عدد يستحق فعلا أن نقول عنهم عوام؟! ـ في السعودية على الأقل ـ هل يوجد رجل يعيش مع إبله في البادية أو مع شجره وزرعه في القرية ولم يدخل المدرسة قط ولم يتلقى شيء من أي وسيلة إعلامية؟ أتوقع إن وجد فهو قليل جدا, ويصعب مخاطبته! الغالبية درس في التعليم العام كتاب التوحيد والأصول الثلاثة والقواعد الأربع ونواقض الإسلام, ومر على أغلب الأبواب الفقهية بأحكامها وأدلتها, ودرس تفسير 4 أجزاء من القرآن, وحفظ أو درس أكثر من 100 حديث, وعدد من مواضيع الثقافة الإسلامية, ودرس تاريخ الأنبياء, والرسول صلى الله عليه وسلم, والخلفاء الراشدين والخلافة الأموية والعباسية ووو, ثم أنه درس جغرافية كثير من الدول حول العالم, ومر على أغلب أبواب النحو والصرف, وحفظ أو درس كثيرا من النصوص الأدبية, وتعلم على الأقل مبادئ الرياضيات والكيمياء والفيزياء والأحياء ووو, ثم بعد ذلك غالبا تخصص في علم معين, وغالبا يتابع لو وسيلة إعلامية؛ فهل بعد هذا كله يُقال أنه عامي؟ ولا يحتاج أن نقنعه يكفي أن نؤثر عليه تأثير عاطفي! , ونحتاج أن يكون خطابنا له في غاية الوضوح! ولا ينبغي أن نحدثهم عن هموم الأمة وعن الإصلاحات الكبرى!! ثم إنه ذكر أنه ينبغي التركيز على (المعرفة الفقهية) ! , أعتقد لو ركزنا على العقيدة وعلاقتهم بالله ومحبتهم له سبحانه لحرصوا على البحث بأنفسهم عن ما يرضيه وما لا يرضيه وليس مجرد الحلال والحرام! , الذين أظن أن الكثير يعرفهما, *مقال ومضات الرائع تمنيت لو كان عنوانه أكثر دلالة على مضمونه, لا تعجبني هكذا عناوين,, * الكتاب كله أو المقالات بشكل عام (إرشاد الأسئلة, إمكانات متزايدة, طاقة التحمل, تحدي الرخاء, مشكلات المثقف, الذهنية المتقولبة, محاور للتربية الاجتماعية, هدايا الغرباء ) رائعة جدا, ولو اقتبست منها لأكثرت الاقتباس, استفدت وتعلمت منها الكثير وفتحت ذهني على كثير من الأمور والمعاني, وزادت في الحماس للعمل بشكل كبير,,