قبل نحو ثلاثين عاماً انتفض أصحاب البترول في الدول العربية، وساندهم في انتفاضتهم دول البترول غير العربية فقاموا بتصحيح أسواق البترول العالمية وفرضوا إرادتهم في تحقيق أسعار عادلة لثروتهم وارتفع سعر البترول 15 أو 20 ضعفاً، وتوازنت الأسواق تحت مظلة السعر الجديد، ولكن الوضع لم يكن مستقراً تماماً، ولم يكن المستقبل مأموناً بالكامل لأن ...
قراءة الكل
قبل نحو ثلاثين عاماً انتفض أصحاب البترول في الدول العربية، وساندهم في انتفاضتهم دول البترول غير العربية فقاموا بتصحيح أسواق البترول العالمية وفرضوا إرادتهم في تحقيق أسعار عادلة لثروتهم وارتفع سعر البترول 15 أو 20 ضعفاً، وتوازنت الأسواق تحت مظلة السعر الجديد، ولكن الوضع لم يكن مستقراً تماماً، ولم يكن المستقبل مأموناً بالكامل لأن السيطرة على تسويق البترول كانت للدول المستهلكة وللاحتكارات البترولية الكبرى.في هذه الأجواء المشحونة بالغموض والتوتر، وأيضاً بالأمل والترقب بدأت رحلة للاستكشاف والدراسة في صناعة البترول محاولاً الإجابة على السؤال كيف يتم تسويق البترول؟ ، ولم أجد وقتها مرجعاً واحداً يجيب على السؤال في المكتبة العربية، كما لم أجد كتابات كثيرة في المكتبة الإنجليزية، وكان الحل الوحيد هو إجراء دراسة ميدانية شاملة في دهاليز شركات البترول ووزارات البترول وصولاً إلى محطات تموين السيارات.وصدرت نتائج الدراسة في كتاب "تسويق البترول" في أول طبعة له عام 1975 ليكون مرجعاً أساسياً للمهتمين بتسويق البترول ولدارسي مقررات تسويق البترول في الجامعات العربية، ومرت السنون واستمر الاعتماد على هذا المرجع لتدريس تسويق البترول في الجامعات العربية والدورات التدريبية، وقد رأيت أن أعيد طباعته مرة أخرى لمزيد من الاستفادة في مجال التنظير التسويقي ووضع نظرية ونموذج لتسويق البترول.