ههنا تقف الرواية العربية، جنسا إبداعيا على حافة التحدّي: فهل ستجد لها آفاقا حديثة ومشرعة نحو المستقبل الواعد؟ أم إنها ستتنازل – فنياً وإبداعياً – في سبيل تحصيل جمهور عريض تحققه لها وسائل الإعلام المرئية فيخلف السيناريو الرواية ويكون المسلسل التلفزيوني بديل النص الروائيّ المقروء؟إذا كانت الرواية عملا يكتب جماعيا ليُقرأ فرديا (بخل...
قراءة الكل
ههنا تقف الرواية العربية، جنسا إبداعيا على حافة التحدّي: فهل ستجد لها آفاقا حديثة ومشرعة نحو المستقبل الواعد؟ أم إنها ستتنازل – فنياً وإبداعياً – في سبيل تحصيل جمهور عريض تحققه لها وسائل الإعلام المرئية فيخلف السيناريو الرواية ويكون المسلسل التلفزيوني بديل النص الروائيّ المقروء؟إذا كانت الرواية عملا يكتب جماعيا ليُقرأ فرديا (بخلاف الشعر الذي يُكتب فرديا ليُلقى على المجموعة) تعبّر بالفعل عن إيقاع العصر وقيمه وتوجّهاته، فإنها ستحمل أعباء صنع المستقبل عبر تجديد مقارباتها الفنية والمضمونية بقطع النظر عن أدبيات التأثير والتأثر.لقد أوفى المنجز السرديّ التراثي بوعوده واستجاب لحاجات عصوره وآمال جمهوره، فكان تعبير الحكاية المثلية عن عمق التناقض بين سلطة العقل وسلطة السيف ("كليلة ودمنة" لابن المقفع) ورصدت النادرة ("البخلاء" للجاحظ) روح التفاعل الاجتماعي بين الشرائح المتعايشة بين المركز والهامش وحكت "ألف ليلة وليلة" طبقات المكبوت وكشفت كثافة المتخيّل الشعبيّ الوسيط... فهل أجابت الرواية العربية المعاصرة عن أسئلة الراهن العربيّ؟ وهل تكشّفت عن طرح أسئلة جديدة فنيا وواقعيا؟