العقل الأميركي يفكر من الحرية إلى الفردية

يقدم هذا الكتاب عرضاً نظريا لمفهوم الحرية الفردية واقترانه بالتطور الحضاري لعصر الصناعة. ويتبع ذلك استعراض تاريخي لنشأة المجتمع الأمريكي وطبيعة الصراع الثقافي في المجتمع الوليد بين ثقافة من يسميهم الفلاسفة "العامة" وبين رجال الأعمال والصناعة، وتجليات ذلك في الأدب والفن وفي الفكر عن فلاسفة مثل بيريس وجيمس إلى أن بلغت ذروتها في التناقض بين طموحات "العامة" في الحرية الفردية، وبين الدعوة الصريحة على يد سكينر إلى أن الحرية وهم، والقيم الأخلاقية ضعف، وعقلانية الحق أسطورة، والدعوة إلى مجتمع القطيع، وإلى سلفية جديدة، لا وجود فيها للإنسان الحر المستقل، وإنما الوجود حق للأقوى في عالم هو غابة حمراء الظلف والناب.ويختم الكتاب الدراسة بعرض نقدي لدلالات الفلسفة الأمريكية وأثرها على شعوب العالم الثالث الذين تريدهم أمريكا، زعيمة العالم الحر مجرد مجتمعات داجنة، وكيف يتلاقى هذا الفكر مع كل دعاة التسلط والسلفية المناهضين للحرية الفردية، ويمهد الأرض للتبعية الثقافية والاقتصادية.