لقد ظل الموت خاطف الكبار والصغار، هادم اللذات والأماني والأحلام وصاحب الصرخة الأخيرة، شبحاً رهيباً يطرق أبواب البشر ويسمعهم جرس الإنذار في كل لحظة ودون وقت معين ليل نهار صباح مساء، معلناً عن اقتراب نهاية المطاف السريع السريع جداً في هذه الحياة. وتبقى كلمة، الموت، ذلك المجهور الذي أقضى مضاجع الفلاسفة والمتكلمين وأرباب العقول حتى ...
قراءة الكل
لقد ظل الموت خاطف الكبار والصغار، هادم اللذات والأماني والأحلام وصاحب الصرخة الأخيرة، شبحاً رهيباً يطرق أبواب البشر ويسمعهم جرس الإنذار في كل لحظة ودون وقت معين ليل نهار صباح مساء، معلناً عن اقتراب نهاية المطاف السريع السريع جداً في هذه الحياة. وتبقى كلمة، الموت، ذلك المجهور الذي أقضى مضاجع الفلاسفة والمتكلمين وأرباب العقول حتى أنساهم طعم الراحة والخلود.فماذا بعد الخلق وماذا بعد الموت؟!! هذا ما سعى الكاتب إلى مناقشته وبيانه في كتابه هذا وذلك من خلال دراسة تحليلية، مقارنة في ضوء المنهج العلمي والكلامي، والروائي، إنها محاولة لإثبات المعاد ورد الشبهات التي دارت حوله. فإنه لا بد من إثبات شيء لراحة هذه النفس واطمئنانها في سبيل الوصول بها إلى اليقين بأن هناك حياة أرقى وأكثر شفافية من هذه الحياة.وقد عمد الكاتب أولاً إلى مرحلة إثبات الحياة بعد الموت، حيث أورد آراء كوكبة من العلماء الذين لم يعرف الأغلب منهم بإيمانه بالله تعالى مع اشتهارهم بالجدية في المجالات العلمية ذاكراً مجموعة من الفلاسفة وآرائهم سواء كان هؤلاء الفلاسفة إغريق أو رومان أو مسلمين، ليذكر من ثم مجموعة من الأدلة العقلية والمؤيدة للحياة بعد الموت مرفقة بأدلة نقلية باعتبارها المرشد للدليل العقلي في تلك القضية، وفي سبيل ذلك ساق الكاتب مجموعة من القصص التاريخية والتي سجلها القرآن الكريم لتكون دليلاً واقعاً، يرفع بقايا الشك الموهوم الذي ظل يداعب مخيلة القارئ.منتقلاً بعد ذلك لإثبات عودة الجسد بالطريق العلمي عن طريق بعض النظريات العلمية كالنظرية النسبية لآينشتاين متطرقاً في حينها إلى شبهة ابن أبي العوجاء والردّ عليها وشبهة الأكل والمأكول وشبهة الزمن والرد عليها كذلك. وبعد مناقشة المؤلف للشبهات التي دارت حول المعاد وبعد ردّه عليها تعرض لموضوع عالم البرزخ لتعريف القارئ به، ثم كان لا بد له من استكمال دورة هذا الإنسان من ولادته إلى حين بعثه في ذلك اليوم العسير حيث بيّن ملامح وأهوال يوم القيامة والصراط والعاقبة والشفاعة وذلك على ضوء أحادث نبوية. وفي سبيل اطمئنان النفس سرد الكاتب ملامح النعيم الخالد، ماذا سوف يرى الفرد المسلم هناك من نعيم ثم مناقشة موضوع المبالغات في الثواب والعقاب.