نبذة النيل والفرات:في هذا العمل نقرأ مسيرة عقود من النضال؛ لزعيمٍ مناضلٍ وحزبيٍ بارعٍ كان نصيراً للفلاحين والعمال والطلبة وهو "علي صالح السعدي" أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي، ونائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية يكتب عنه "سيف الدين الدوري" للفترة التي تلت حركة 8 شباط 1963م، أي عقب استلام حزب البعث العربي ...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:في هذا العمل نقرأ مسيرة عقود من النضال؛ لزعيمٍ مناضلٍ وحزبيٍ بارعٍ كان نصيراً للفلاحين والعمال والطلبة وهو "علي صالح السعدي" أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي، ونائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية يكتب عنه "سيف الدين الدوري" للفترة التي تلت حركة 8 شباط 1963م، أي عقب استلام حزب البعث العربي الإشتراكي للسلطة؛ والتصريحات العلنية للسعدي التي كانت إحدى أسباب الصراعات التي خاضها مع بعض رفاقه في الحزب والدولة فدفع ثمناً لمواقفه بأن أُبعد خارج العراق.يؤرخ هذا الكتاب للصراع بين الثورة التي كان يقودها علي صالح السعدي، وبين منطق الدولة التي كان يقودها حازم جواد وطالب شبيب. أو أنه بتعبير الكاتب "صراع اليسار الذي يقوده حازم جواد وطالب شبيب يساندهما بعض كبار الجيش ورئيس الوزراء أحمد حسين البكر إضافة إلى ميشيل عفلق".تأتي أهمية الإضاءة على "علي صالح السعدي" من كونه القيادي الذي قاد الحزب وخطط للثورة وإسقاط نظام الزعيم عبد الكريم قاسم. وهكذا بعد مرور عدة أسابيع تبدأ أصعب وأدق مرحلة يمر بها العراق، حيث تعاظم نفوذ قوات الحرس القومي مما تسبب في تعاظم الخلافات بين قيادة الحزب الحاكم ... فتحركت يوم 18 تشرين الثاني / نوفمبر 1963 مجموعة من العسكريين لوضع حل لتجاوزات الحرس القومي، وللخلافات التي نشبت بين قيادة الحزب وحسمت الأمور لصالح الرئيس "عبد السلام محمد عارف" الذي قاد انقلاباً ضد سلطة البعث وشن حملة اعتقالات واسعة لقيادات وكوادر الحزب والحرس القومي.إن هذا الكتاب لا يقدم سيرة ذاتية لمناضل حزبي وحسب، وإنما يقدم دراسة نقدية معمقة لتلك المرحلة العصيبة من حياة حزب البعث العربي الإشتراكي في العراق ومواقف مختلف أطراف النزاع والدور الذي لعبوه داخل العراق وخارجه.إنه كتاب مدهش بمعلوماته السرية وما دار في كواليس السياسة العراقية منذ ثورة 1958م إلى اليوم يرويها رموز النظام وقادته بأنفسهم، حيث يزدهم الكتاب بمقالات هامة وتصريحات ويلقي الأضواء على جميع المؤتمرات الحزبية في بغداد ودمشق.كتاب هام، يتعرض إلى تفاصيل الإقتتال الدموي، الذي يشهده العراق منذ أمد بعيد، في محاول لمعرفة السبب الحقيقي الذي أدى إلى الصراعات داخل حزب البعث العربي الإشتراكي، وحتى سقوطه نهاية عام 1963 في خضم الإتهامات المتبادلة، التي يطلقها القياديون التاريخيون للحزب ضد بعضهم تحت شعارات اليمين واليسار. وبهذا يكون "سيف الدين الدودي" قد قدم لنا كتاباً ليس تأريخاً لأحداث، بقدر ما هو قراءة لها، في أسبابها، في نتائجها، في تداعياتها وفي مواقف مختلف الأطراف منها بالإستناد إلى أهم ما جاء فيها من وقائع حدثت، ولا تزال إرهاصاتها يعيشها شعب العراق بمختلف أطيافه، ومذاهبه إلى وقتنا الحاضر ...