تركيا في عهد رجب طيب أردوغان

إن المواقف المشرفة لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان من القضايا العربية والإسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية، وسعيه للتخفيف وفك الحصار عن قطاع غزة، وإرساله قافلة المساعدات (مافي مرمره) الى قطاع غزة، وعلى متنها مجموعة من النشطاء من مختلف أقطار العالم وخاصة من تركيا، والذي أدى الهجوم الإسرائيلي على هذه القافلة مقتل تسعة نشطاء أتراك،كل هذه الأسباب وغيرها دعت المؤلف للحديث عن عهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وبيان ومواقفه من الثورات العربية التي حصلت في بعض البلدان العربية (تونس، مصر، ليبيا، اليمن، سوريا)، وتأييده لهذه الثورات ووقوفه الى جانب إدارة هذه الشعوب.ولقد بدأ المؤلف كتابه بالحديث عن تاريخ الدولة العثمانية، حيث كانت أكبر دولة قامت في قرون التاريخ الإسلامي المتأخر، وامتدت فتوحاتها الى ثلاث قارات هي آسيا، وأوربا، وإفريقيا، وتركت بصمات قوية في تاريخ العالم عامة والإسلام خاصة. ثم تحدث عن موقف السلطان عبد الحميد في وجه اليهود بقوة، ومنعهم من إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، ثم جرى الحديث عن حياة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وعن نشاطه السياسي وتأسيسه حزب العدالة والتنمية عام 2001م ثم توليه رئاسة الحكومة عام 2003.كما واشتمل الكتاب عدة من المواضيع العامة والمتفرقة نذكر منها: العلمانية في تركيا وكيف تكونت، الدولة القومية التركية وكيف استطاع مصطفى كمال بالتفريق بين السلطتين الدينية والسياسية، الجيش التركي وكيف لعب دوراً مهماً وأساسياً في مجمل الحسابات السياسية، كيف أصبحت تركيا عضواً في حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، تركيا والغرب في عهد أردوغام وكيف سادت في الركب الأوروبي منذ فترة طويلة، سياسة حكومة رجب طيب أردوغان حيث تقوم هذه الحكومة بممارسة سياسة خارجية ذات اتجاهين، من جهة تسعى لتحقيق قبول العضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي، ومن جهة أخرى تعمل جاهدة في توثيق وتعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، أردوغان وإيران وكيفية التعامل مع النفوذ الإيراني الذي ازداد زخما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، الأمر الذي شكل تهديداً للأمن القومي التركي، وغيرها من المواضيع الكثيرة التي تسلط الضوء على عهد طيب أردوغان الزعيم التركي الجديد الذي يعد من أهم المسؤولين في العالم الإسلامي.